رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الصوم .. وعمل الخير

تتسم أيام شهر رمضان المبارك بدفع المسلم نحو عمل الخير والبحث عن المناشط والأعمال التي تقرب المرء من رضى الله ـــ جل وعلا. لعل فضل الشهر وما ورد فيه من الآيات والأحاديث دافع كبير نحو مثل هذا السلوك، لكن الصيام بحد ذاته يمنح المسلم الفرصة لترقيق سلوكه، والعناية بمن هم دونه في زينة الحياة الدنيا.
يؤكد ذلك ما نشاهده من توجه محمود في سبيل الفوز بالأعمال التي ترضي الله، وتؤكد المحبة والتعاون والتفاعل مع احتياجات كل من حولنا. يأتي في السياق ما قاله أحد نواب البرلمان الكندي وهو يصف حالته عندما قرر الصيام، كيف تغيرت نظرته للناس خصوصا المعوزين رغم كونه غير مسلم.
الدرس المهم الذي قدمه هذا النائب هو الدرس الذي يجب أن نتبناه نحن المسلمين. يذكر الرجل أنه قرر أن ينفق المبالغ التي يوفرها بسبب نقص وجبتين من برنامجه اليومي للفقراء والجمعيات والمحتاجين الذين يبدأ هو ـــ حسب روايته ـــ بالشعور بحاجتهم عندما ينتصف النهار ولا يجد ما يأكل باختياره.
هؤلاء المحتاجون لا يجدون ما يسد رمقهم مضطرين بسبب قلة ذات اليد التي نتجت عن وضعهم في ظروف تجعل حياتهم معتمدة على ما يأتيهم من الصدقات. قد لا يكون ما يحصل عليه الواحد نتيجة عمله كافيا لسد حاجته في دولة مثل كندا أو قد يكون عاطلا عن العمل أو تحت ضغوط وما أكثرها هذه الأيام.
إلا أن هناك من لا يجدون شيئا ويقعون تحت طائل الخوف مع الفقر، لتكتمل مأساتهم وتستدعي أن يتفاعل معهم كل من يستطيع أن يساعد سواء كان قريبا أو بعيدا. ينتمي للعالم الإسلامي كثير من المحتاجين في العالم اليوم، وهذا يستدعي أن نكون نحن المسلمين على مستوى المسؤولية ونكوِّن المنظومات الفاعلة التي تستطيع أن ترفع معاناة الناس في مختلف الدول الإسلامية.
الشعور بحاجة الآخرين في هذا الشهر الفضيل، هو جزء من التربية الروحانية التي نحتاج إليها التي يحققها الصيام الذي نفعله باختيارنا ورغبة في التقرب إلى الله بعمل يحبه. أزعم أن الدعوة إلى الصيام في أوقات مختلفة من العام، بل والأجر الكبير الذي يناله من يصوم يوما واحدا، كل ذلك من عوامل تشجيع المسلمين نحو تبني العمل الخيري، ورفع المعاناة عن المحتاجين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي