رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


خدمة المعوق

تشركني الدكتورة الفاضلة فوزية أخضر كثيراً في متابعة نشاطات اجتماعية تمارسها في خدمة المعوقين. هذه الأنشطة لا تنال حقها من كثير من المثقفين والمسؤولين ممن لهم القدرة على تغيير الأوضاع والإسهام في تقديم خدمات مستحقة لمختلف مكونات المجتمع التي تعاني الإعاقة البدنية أو الذهنية.
القناعة بهذا الدور والاهتمام بشكر المولى جل وعلا على ما حبانا به من النعم، يستدعيان أن نكون أكثر ارتباطاً بمختلف الفئات التي لم تحصل على المزايا نفسها التي حصلنا عليها. من يعملون في المجال ينالون قدراً كبيراً من الرضا ويشعرون بالسعادة وهم يؤدون دورهم الحيوي.
هذه الحالة من السعادة والرضا هي من نعم المولى التي يحصل عليها كل من يعمل في هذا المجال، وهنا تتضح الكمية الهائلة من العاملين فيه في أغلبية دول العالم مقارنة بالوضع عندنا. أكثرية من يعملون في المجال الخيري يدعون ويطالبون بمزيد من الإسهامات فيه، لإشراك الجميع في هذه الحالة من السعادة.
إن العمل التعاوني في المجتمع أمر حثنا عليه ديننا، فكل ما نعمله من خير باتجاه الآخرين مأجورون عليه من الله، وتقديم العون لكل المحتاجين مهما كان نوعهم أمر يرفع درجات أهله. من هنا أطالب كل القادرين بأن يشاركوا في خدمة مجتمعهم من خلال العمل في هذا المجال.
إن الحجم المتدني للمشاركين في العمل في هذا المجال يحتاج إلى خطة وطنية، تبدأ بتكوين القناعة والاهتمام بفئات السن العمرية الصغيرة، حيث تغرس في الأبناء والبنات حب العمل الخيري والإحساس بحاجة شركائهم في الوطن من مختلف الفئات.
التعرف على مراكز الخدمات وأنواع الإعاقات والجلوس مع من تأثروا بهذه الحالات، والتعامل معهم ببساطة واحترام، ينشئ القاعدة الأساس في بناء الشخصية الحريصة على المجتمع، التي تنشط في خدمة كل عناصره خصوصاً الأقل حظاً. يدعم هذا التوجه وضع الجداول المدرسية التي تتضمن مثل هذه الأنشطة، وتسمح للأطفال والشباب من كل الفئات بزيارة المواقع والمشاركة في النشاطات والفعاليات التي تهتم بكل مكونات المجتمع.
ثم إن المدارس مسؤولة مباشرة عن ربط تقويم الأداء المدرسي بالمشاركات المجتمعية، بحيث يكون أفضل الطلبة هم أولئك الذين لهم إسهامات فاعلة في خدمة المجتمع، بل إن ربط ذلك بالمبادرات الإبداعية في هذا المجال سيحقق دون شك ثورة كبيرة في الاهتمام المجتمعي بهذه الأنشطة المهمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي