هل تقوض المرأة نفسها من تقلّد مناصب قيادية

هل تقوض المرأة نفسها من تقلّد مناصب قيادية

أجريت عديد من النقاشات حول دور الصور النمطية للمرأة كعامل مؤثر في تقلدها لمناصب قيادية، ولكن تصورات النساء حول المسار المهني الذي يجب أن يتبعنه، يعتبر من أكبر التحديات التي يواجهنها.
في حين كتب الكثير حول الصور النمطية وتأثيرها في تقلد دور قيادي، ركزت معظم البحوث التي تدرس الفروق بين الجنسين على الفرضيات التي تبنيها الشركات وإداراتها حول المرأة "التي غالبا ما يسيطر فيها الرجال على المناصب العليا".
لا يتم التركيز بشكل كبير على موضوع تقويض النساء لأنفسهن على الصعيد المهني. وتشير البحوث إلى عدم وجود فروق بين الجنسين من حيث القدرة على القيادة. وفي الواقع، يتم تصنيف المرأة في بعض السياقات على أنها أكثر فعالية في العمل مقارنة بالرجال. يتخذ الرجال مسارات مهنية جدية وصارمة لتحقيق هدفهم بتقلد مناصب قيادية. ويشقون طريقهم في السلم الوظيفي بشكل منتظم، ويختارون الأشخاص المناسبين للعمل معهم، ويتقلدون وظائف تناسبهم (مثل رئيس قسم العمليات)، كما يحصلون على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال التي تلبي طموحاتهم المهنية، ويبنون شبكة علاقات مفيدة.
وفي المقابل، غالبا ما تتوقع النساء أن تمر حياتهن المهنية بانقطاعات مؤقتة بسبب التزامات معينة أو في غمار سعيهن لتحقيق أهداف أخرى بما في ذلك الأمومة ومتطلبات المسيرة المهنية للزوج، أو الالتزامات العائلية سواء للعناية بالأطفال أو الآباء المسنين، وهناك افتراض أن فترات الانقطاع في العمل قد تحد من قدرة المرأة على القيادة، وأنها ستكون أكثر إنتاجية وكفاءة، ويسهل عليها تقلد المناصب العليا في حال واصلت مسيرتها المهنية دون انقطاع.
في الواقع قد تتحول فترات الانقطاع عن العمل إلى نقاط قوة إذا ما تم تناولها بشكل جيد. فإقالة ستيف جوبز من قبل مجلس إدارة "أبل" خلال فترة حياته المهنية تعتبر بمنزلة انقطاع كبير عن الشركة، ولكن ستيف انتهز الفرصة لتأسيس شركة صغيرة وتنويع أعماله من خلال دخول صناعة الترفيه. ساعدته خبرته تلك عند عودته إلى "أبل" على المساهمة في نجاح الشركة بشكل أكبر.
يوجد افتراض شائع آخر مفاده بأن الالتزامات العائلية للمرأة، لن تعطيها الوقت الكافي للوفاء بالتزاماتها كشخص قيادي، ولكن عندما يتعلق الأمر بعملية صنع القرار، فإن القدرة على اتخاذ القرار المناسب أكثر أهمية من عدد ساعات العمل التي يقضيها الشخص خلف مكتبه.
يزداد إدراك الشركات حول أهمية النساء وقدرتهن على تولي مناصب صنع القرار، على اعتبار أنهن يستحضرن خبرات متنوعة ووجهات نظر وأفكارا جديدة عن السوق.
لا تعمل جميع الشركات بالطريقة نفسها. فلا تزال عديد من الشركات تقيم موظفيها بحسب ساعات عملهم، بغض النظر عن مدى إنتاجيتهم. ومع ذلك، لا يجب على النساء الافتراض مسبقا بأن عليهن كبح جماح طموحاتهن، واعتبار أنفسهن أقل شأنا بسبب افتقارهن للوقت.
ويرتبط بذلك بشكل وثيق بالاعتقاد السائد بأن دور المرأة يتمحور حول تلبية احتياجات الأسرة. ويعتبر ذلك أمرا تقليديا وسائدا في بعض الثقافات.
تؤثر الافتراضات التي تبنيها المرأة حول نفسها والدور المطلوب منها لتولي زمام القيادة، بشكل مباشر في طموحاتها وأهدافها. بالطبع يوجد عوامل أخرى تحول دون تقلد النساء أدوارا قيادية مهمة.
يجب أن نعيد نظرنا في المزايا التي تتمتع بها المرأة من حيث التنوع، والحساسية والقدرة على اتخاذ نهج شامل، التي تعتبر صفات أنثوية ومزايا مطلوبة للنجاح على الصعيد العملي. وغالبا ما تتطلب الخطوة الأولى من المرأة تغيير طريقة تفكيرها، وكسر حاجز المعتقدات، والانفتاح على فكرة أن التجارب التي تخوضها تمهد الطريق أمامها لتولي مناصب قيادية.

الأكثر قراءة