تجاوزات الليموزين
شكا لي زميل انتشار المخالفات والجرائم التي تحدث في سيارات الليموزين. يتحدث الرجل بحرقة وهو يشاهد عدد هذه المخالفات يرتفع والمجتمع أبعد ما يكون عن التعامل معها والتفاعل مع الحلول المهمة التي تحمي المجتمع من شرورها.
تتراوح المخالفات بين عمليات تسويق العمالة وتهريب الخادمات بين المنازل، وهي جريمة انتشرت بشكل مخيف خلال الفترة الماضية، وهو ما يهدم العلاقات الاجتماعية ويخالف أنظمة البلاد ويدفع باتجاه مخالفات أشد خطورة لا تقف عند المتاجرة بالعمالة والتزوير وتكبيد الأسر مبالغ كبيرة، بل إنها تصل إلى أن تكون عاملاً ناشراً للرذيلة عندما يؤمن كل المخالفين بسهولة العملية.
تسويق العمالة المخالفة وتجاوزات أخرى تتعلق بالخادمات وتنقلاتهن، حالة فريدة تعشيها بلادنا بسبب عدم استشعار المواطن مهمته الأساس في الالتزام بالتعليمات الأمنية وعدم الإحساس بالمخاطر التالية لمثل هذه المخالفة، المعلوم أن مثل هذه المخالفات أشبه ما تكون بكرة الثلج التي تكبر وتتضخم لتصل لدرجة لا يستطيع أحد أن يتخلص منها أو يحلها رغم بساطتها في الأساس.
نعود لمخالفات سائقي الليموزين الذين يباشرون بعض السلوكيات الخطيرة مع بعض الراكبات بطريقة استفزازية وخطيرة وتصل إلى أن تكون مخالفة لكل تعاليم الدين وأخلاقيات المجتمع الذي يعيشون فيه. ممارسة التحرش انتشرت بشكل خطير، وتضطر كثيرات من مستخدمات هذه الخدمة إلى التحمل خوفاً من ردة فعل السائق التي قد لا تحمد عقباها، وهذه إحدى الممارسات ضد النساء اللائي تدعوهن الحاجة إلى ركوب هذه السيارات، والحادث الذي كانت نتيجته وفاة إحدى مستخدمات الليموزين قبل أسبوع أكبر شاهد على هذه المخاطر.
كثير من هؤلاء قبض عليهم وهم يحاولون ترويج المخدرات، وهذا أدى إلى كشف شبكات كثيرة، لكن بقاء هذا السلوك وعدم إبلاغ من يتعرضون لمثل هذه العمليات يؤدي لاستفحال السلوك الخطير ويسيء لجهود الدولة في محاربة هذه الآفة التي تشكو منها أغلب دول العالم.
بعيداً عن هذه السلوكيات ومخاطر هؤلاء تبقى عملية استخدام الليموزين في الوقت الحاضر مخاطرة جسيمة تدفع باتجاه تشجيع البدائل التي بدأت في الظهور مع ثورة الإنترنت والخدمات التي يتم الحصول عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الوسائط الجديدة توفر معلومات كاملة عن السائق وتسمح بحماية المستخدم من خلال تقويم الخدمة وتقديم الملاحظات الفورية من قبل المستفيد.