مكافحة التدخين .. العقوبات أولا
بموجب نظام مكافحة التدخين، يحظر التدخين في الأماكن والساحات المحيطة بالمساجد والمؤسسات التعليمية والصحية والرياضية والثقافية، والاجتماعية والخيرية. كما يحظر في الأماكن المخصصة للعمل في الشركات والمؤسسات والهيئات والمصانع والمصارف وما في حكمها. وكذلك وسائل النقل العامة برية أو جوية أو بحرية، وفق ما تحدده اللائحة التنفيذية.
أيضا يشمل الحظر أماكن تصنيع الطعام والمواد الغذائية والمشروبات وتجهيزها وتعبئتها، ومواقع إنتاج البترول ومشتقاته ونقله وتوزيعه وتكريره ومحطات توزيع الوقود والغاز وبيعهما، والمستودعات والمصاعد ودورات المياه.
وبالنسبة للأماكن العامة، التي لم ترد في الفقرات السابقة، فإنه في حالة إيجاد مواقع للمدخنين في الأماكن، التي تصنف ضمن هذه الفقرة، فيجب على الشخص المسؤول عنها مراعاة أن تكون معزولة وفي أضيق الحدود، ولا يدخلها من يقل عمره عن 18 عاما. وتحدد اللائحة التنفيذية معايير تطبيق هذه الفقرة.
لقد صدر نظام مكافحة التدخين ليضع كثيرا من التفاصيل وكيفية تطبيقه. وتكمن المشكلة في عدد المدخنين والرقم السنوي لتزايد أعدادهم، فهناك تزايد سنوي في إحصاءات ضحايا التبغ عالميا، فالرقم الحالي يقف عند ستة ملايين نسمة سنويا، لكنه سيرتفع إلى ثمانية ملايين سنويا إذا لم تتخذ إجراءات فاعلة لوقف هذا الوباء، ومعظم أولئك الضحايا سيكونون من سكان البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وذلك لعدم وجود برامج وقاية وتوعية، فشركات التبغ تجد أمامها ميدانا فسيحا لا ينافسها فيه أحد، لأن المواقف غير المدعومة ببرامج عمل ليست مؤثرة في أرض الواقع، وهي لا تتجاوز الحناجر رغم سقوط مزيد من الضحايا لوباء التدخين.
لقد تم إجراء دراسة قام بها مجلس وزراء الصحة في مجلس التعاون الخليجي، وقدمها إلى وزراء المالية الخليجيين بغية زيادة الضرائب الانتقائية على منتجات التبغ، وقد جاءت الدراسة في محلها، لأن عددا من الدول المتقدمة سار في طريق رفع الضرائب على التبغ بصورة دورية منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث ارتفعت الضرائب على السجائر في بريطانيا في غضون 30 عاما أكثر من 800 في المائة، وارتفعت بنسب أقل ولكن ليس بفارق كبير في بقية دول الاتحاد الأوروبي، وبات ارتفاع أسعار التبغ بأنواعه من سمات الدول المتقدمة، في حين أصبحت أسعاره المنخفضة من سمات الدول غير المتقدمة.
إن منظمة الصحة العالمية تعلم أنها تواجه كثافة عالية في الترويج للتبغ، حيث يكمن الهدف التجاري والربحية العالية التي تفرض جزءا من الإيرادات لتغذية الدعاية، ومن هنا فإن مقاومة التسويق الدعائي تتطلب أيضا ترويجا ودعاية وإعلانا مضادا، حيث تجد التوعية الصحية سندا ضخما من الحقائق والإحصاءات والأرقام والوفيات والأضرار والخسائر لتدعيم مادة الحملة الدعائية وموضوعها.