مقترح لـ «نبراس»
يعد المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" من أهم المشاريع الوطنية الساعية إلى توحيد جهود كل الجهات الحكومية والأهلية للتوعية بأضرار المخدرات وحفظ شباب الوطن وتحصينه من تلك الآفة، ويبذل القائمون على المشروع جهودا جبارة في هذا الشأن، ويطلقون بين فترة وأخرى برامج توعوية ووقائية يشكرون عليها لا شك.
مع مطلع شهر الرحمة والغفران شهر رمضان، كشف عبد الإله الشريف الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات رئيس مشروع نبراس، عن رفع دراسة إلى اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات تهدف إلى إدراج مادة جامعية في السنة التحضيرية في جامعات المملكة تعنى بالتحذير من المخدرات وتبيان أثرها وخطرها على الفرد وعلى المجتمع برمته.
لا شك أن الدراسة تعد خطوة مهمة في مسيرة جهود الدولة في مكافحة المخدرات ودرء مخاطرها عن أفراد المجتمع وشبابه، ولكن السؤال المهم: هل الخطوة ذهبت صوب الشريحة الأكثر عرضة للمخدرات واستهدافا من تجارها؟ وبمعنى آخر: هل طلاب الجامعات هم الشريحة الأكثر استهدافا من المروجين كي ندرج مادة تعنى بالمخدرات ضمن جدولهم الدراسي ومسيرتهم التعليمية؟
بالطبع كل الدراسات بما فيها دراسات قامت بها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات كشفت أن من أخطر المراحل العمرية التي يمكن أن يقع فيها الإنسان في آفة المخدرات هي ما بين 12 و20 عاما، وأن 70 في المائة من متعاطي المخدرات تعاطوها في هذا العمر.
ومن هنا نستنتج أن الدراسة القاضية بإدراج مادة عن المخدرات ضمن السنة التحضيرية في الجامعات اتجهت إلى السن الأخيرة في المرحلة العمرية "الخطرة"، وتجاهلت الشريحة الأكثر عرضة للمخدرات وهم طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية.
بالطبع المشروع كبير ورائع جدا وخطوة جبارة في سبيل توعية النشء من خطر المخدرات، ولكنها ستكون أكثر فائدة لو بدأت كمادة تدرج في المرحلة المتوسطة وما يليها من مراحل دراسية طلابها هم الأقل وعيا والأكثر طيشا وقابلية للمخدرات، وهم الشريحة المستهدفة بشكل كبير من قبل تجار المخدرات، وبزعمي أن الطالب عندما يتجاوز مرحلة الثانوية، ويبدأ في الدراسة الجامعية يكون أكثر وعيا وأقل قابلية للمخدرات.
ما أعنيه من كل ما ذكرت، هو أن المشروع جبار ومهم، ولكنه ضل عن الشريحة التي يجب أن تستهدف، وآمل من القائمين على "نبراس" إعادة النظر في الدراسة، وأن يتم إدارج تلك المادة - بعد موافقة الجهات العليا – ضمن منهج طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية لتكون أكثر فائدة ووقاية.