مات الخبير
أجزم بأن هذه المقولة هي أهم ما يمكن أن يهتم به كل من يعمل في المجال القيادي اليوم خصوصا في عالمنا العربي. هذه العبارة تفيد بأهمية تكوين الطاقات البديلة التي يمكن أن تعتمد عليها كل منشأة في مستقبلها.
كل واحد منا لديه من القدرات والطاقات والإمكانات الكثير الذي إن لم يكتشفه في وقت مبكر، فهو يضمر بمرور الوقت ويفقد بريقه وحضوره، بل يصبح من الصعب التعرف عليه والاعتماد على ما يمكن أن يحققه صاحبه.
الحديث هنا يطول الإنسان في مراحل حياته المبكرة، وبحكم أنني من المهتمين بمجال التربية والتعليم ومن المقتنعين بأن السنوات الأولى من حياة الطالب ذات أثر أساس في تكوين شخصيته وسهولة اكتشاف مهاراته، وتمكينه من الاستفادة منها بعد أن يتعرف على القوة الكامنة وراء هذه المواهب والإمكانات، أؤكد هنا ضرورة البناء على هذه السنوات القليلة الأساسية في مستقبل الوطن بأكمله.
مهما صرفنا على التعليم، ومهما ركزنا على تقوية البنية الفكرية والنفسية والبدنية للطالب في سنوات حياته الدراسية المبكرة، فلن نجني سوى الفلاح والخير والأمن والتقدم. إن الفرصة المتاحة للأسرة والمدرسة خلال هذه السنوات ثمينة جدا. كما أن نتائجها في مستقبل الوطن مهمة للغاية.
الاهتمام بالعناصر المكونة لشخصية الطفل في هذه المرحلة يسمح بأن نبني شخصية مستقلة مسهمة في النشاط المجتمعي مبكرا، وقادرة على استيعاب، والتعامل مع مختلف المتغيرات التي يمكن أن تقذفها الحياة في طريقه. هذا الاهتمام هو من أسس عمل ومجهود الأسرة في البداية، ثم يتم ترسيخه والبناء عليه في مراحل الدراسة من الحضانة إلى الابتدائية وما بعدها.
يثبت هنا دور الأم والأب من ناحية الفهم العام لكيفية التعامل مع شخصية الطفل، وتثبيت مزاياه والبناء على ذلك. هذا الدور لا يمكن أن تقوم به الأسرة بمفردها، فهي بحاجة إلى كثير من الدورات والنقاش والتفاهم مع المختصين لتتمكن من تجاوز هذه المرحلة الخطيرة في حياة الطفل.
ثم يأتي دور المكونات الرسمية للعملية التربوية التي يجب أن يكون كل من يعمل فيها على مستوى الحدث، مقدرا للدور المهم الذي يسهم به في بناء المجتمع والإفادة من أعضائه كل حسب إمكاناته وتعليمه وفهمه للواقع وقدرته على التعامل معه.. وأكمل في الغد بحول الله.