تأمين الأرامل والأيتام
قالت صحيفة "الرياض" أمس إن جمعية كنف الخيرية وفرت تأمينا طبيا لأكثر من ثلاثة آلاف من أرامل وأيتام المنطقة الشرقية. سبق أن تناولت هذه القضية في أكثر من مقالة.
وسبق لوزارة الشؤون الاجتماعية "قبل تغيير مسماها وضمها للعمل" منذ عدة سنوات أن استقطبت شركات تأمين في المملكة، وسعت لتطبيق تأمين صحي على جميع المستفيدين من الضمان الاجتماعي في المملكة.
وكاد المشروع أن يتم، ولكن توصية من أحد الخبراء أفضت إلى الطلب من وزارة الشؤون الاجتماعية حينها التريث في هذا المشروع، وعدم اعتماده، باعتبار أن التأمين على كل المواطنين السعوديين قادم لا محالة.
مضى على هذا التعطيل أو التأجيل أكثر من خمسة أعوام. كان بالإمكان خلالها أن يتلقى المستفيدون من الضمان الاجتماعي علاجا مجانيا بمستوى متميز، يجعلهم ينأون بأنفسهم عن تسول هذا العلاج، أو الارتهان لطوابير الانتظار الطويلة في المستشفيات الحكومية.
الحقيقة أن السنوات الماضية، شهدت فيها خدمات الضمان الاجتماعي تطورا لافتا، وأصبحت خدمات الضمان تغطي إلى جانب الدعم المالي احتياجات أخرى تتعلق بتسديد جزء من فواتير الكهرباء وتقديم دعم فوري مقطوع للحالات الشديدة الحاجة.
خدمات الضمان الاجتماعي، كانت في طريقها للتألق وتتويج هذا المجهود بإكمال خدمات العلاج المجاني من خلال التأمين الصحي. لا أدري بماذا يشعر هذا الخبير الناصح، الذي أعاق وزارة الشؤون الاجتماعية عن إنجاز مشروعها تجاه هذه الشريحة المحتاجة.
لا بد هنا أن أعود للإشادة بخطوة جمعية كنف الخيرية تجاه أيتام وأرامل المنطقة الشرقية، وأحث الجمعيات الخيرية الأخرى على الأخذ بمثل هذه الخطوات الإبداعية.
إن سلال الغذاء التي توزعها الجمعيات الخيرية والإعانات العينية الأخرى مهمة، لكن توفير التأمين الصحي اللائق، خطوة إبداعية مميزة جدا.
لا يفوتني هنا أن أتمنى على الدكتور مفرج الحقباني وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن يعيد إحياء هذا الموضوع، وتطبيق التأمين الصحي على فقراء الضمان الاجتماعي من أرامل ويتامى، هذه الشريحة تستحق الاهتمام. وعندما يأتي التأمين الصحي على جميع المواطنين، يمكن الخلاص من العقود السنوية التي تقدم الحد الأدنى من العلاج لهذه الفئة المهمة.