رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لا غلو في الحج .. وتعنت إيران مرفوض

قررت إيران أخيرا منع الإيرانيين من أداء فريضة الحج هذا العام وهو قرار مفاجئ ويعكس تعنت الحكومة الإيرانية في تعاملها مع ملف الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام تتفق فيه المذاهب الإسلامية في أركانه وواجباته ومسنوناته، ولأن الموقف الإيراني غير مقبول أولا من الناحية الشرعية الفقهية فإنه ثانيا غير مقبول من الناحية الدبلوماسية وأصول العلاقات الثنائية بين الدول، حيث تحترم كل دولة سيادة الدول الأخرى وتلتزم بعدم التصرف على نحو ضار ومخالف للقانون الدولي والعلاقات الدولية.
لقد تجاوزت إيران ومفاوضيها حدود الممكن في قبول طلباتهم وطرحوا أحقيتهم في التظاهر وممارسة العمل السياسي خلال موسم الحج ولأن مثل هذا الطلب يخالف أحكام الحج والعمرة في الشريعة الإسلامية، حيث يأمر الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ عباده بعدم الرفث والفسوق والجدال في الحج بل يمنع على الحجاج والمعتمرين الكثير مما هو مأذون به لغير الحاج والمعتمر، ومن هنا فإن مخالفة أحكام الشريعة الإسلامية غير مقبولة على الإطلاق ولم ولن تكون محلا للنقاش والمساومة. مهما فعلت إيران من محاولات كان مصيرها الفشل في الماضي وكذلك في الحاضر والمستقبل.
إن جهود المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين ليست محلا للتشكيك بل إن إيران نفسها تعترف بذلك ولكنها تساوم على حقوق الحجاج والمعتمرين في أداء فريضة الحج والعمرة في سكينة وهدوء وهو حق لكل حاج ومعتمر وواجب على الدولة السعودية أن تصون هذا الحق وتمنع من التأثير في مناسك الحج والعمرة باي صورة من صور التأثير السلبي والضار وخصوصا حينما يمس سيادة الدولة ويعرض المقيمين على أراضيها للخطر الجسيم وهو أمر لا تقبله أي دولة ومنها دولة إيران التي لا تقبل على أراضيها ما يخالف قوانينها بل ليتها تكتفي بذلك فهي تذهب إلى حد التعدي على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران التي يحميها القانون الدولي العام وقانون ومواثيق العلاقات الدبلوماسية.
إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يستعدون لموسم الحج لهذا العام حيث تجري الترتيبات المعتادة في كل عام ويتم التنسيق بين الدول الإسلامية لاستكمال الإجراءات اللازمة والاتفاق على بعض التفاصيل التي تخدم مصالح الحجاج من كل دولة وفق مقررات منظمة التعاون الإسلامي ولكن هذا العام تذهب إيران إلى استفزاز المسلمين في كل مكان في العالم الإسلامي حيث فريضة الحج والعمرة تسبقها ترتيبات من أجل تسهيل أداء فريضة الحج والعمرة بأفضل سبل الراحة النفسية والبدنية، ولذا فإن العالم الإسلامي يستنكر تعنت إيران ومحاولاتها لإخراج فريضة الحج والعمرة عن سياقهما الديني وفق نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
لقد أنفقت المملكة على مدى سنوات عديدة "ولا تزال" أموالا طائلة من أجل تطوير وتنمية المشاعر المقدسة في كل من المدينة المنورة ومكة المكرمة. وأخذت عمليات التطوير في الاعتبار تزايد أعداد الحجيج عاما بعد عام. والتنمية المستدامة لهذه المشاعر ليست مقتصرة على التوسعة، بل على كل المنشآت الخدمية بما في ذلك المواصلات بينها. ولهذا السبب، فرضت السعودية نسبا معينة من الحجاج على كل بلد، لأن الأعمال الهائلة مستمرة. والسلطات السعودية، تقوم بدورها على صعيد حماية الحجيج، ليس فقط لأنه واجبها، بل لأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما والده الراحل وإخوانه الذين تعاقبوا على الحكم، يضع أمن وسلامة الحجيج على رأس أولوياته، ويوجه دائما بذلك. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكن الحجاج والمعتمرين من أداء فريضة بيسر وسهولة، وأن يتقبل منهم مناسكهم إنه سميع مجيب الدعوات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي