رهاب الأماكن العامة
هل تعاني عندما تدخل إلى أماكن عامة من قلق وتوتر وتعرق؟ هل تتردد كثيرا قبل حضور حفل زواج أو عزاء؟ هل غبت عن أعياد ومناسبات عامة رغم عدم انشغالك واتهمت بأنك غير مبال ولا تكترث بأحبتك وأقاربك؟ هل تخشى أنه لن يحضر زواجك أحد لأنك لم تحضر زواجات إلا للنزر اليسير بعد مفاوضات ماراثونية قادتها أمك أو أبوك أو أحد إخوتك؟ إذا عانيت الأعراض السابقة أو بعضها، فربما تكون مصابا باضطراب الأماكن العامة (اقورافوبيا) Agoraphobia :
وهو اضطراب يؤلم الكثيرين ويحرمهم من حضور المناسبات العامة سواء زواج أو عزاء أو حتى أعياد.
إذا لم تتعرض لتلك المعاناة، فهل لاحظت أن أحدا من أبناء عمومتك أو أصدقائك لا يحضر مناسباتك الاجتماعية رغم طيبته ووداعته وقربه منك، إنه قد لا يكون مهملا مستهترا، فربما مصاب بهذا الاضطراب الذي يحرمه من القيام بواجباته الاجتماعية التي تجعله يخسر الكثير رغما عنه. إنه لا يستحق العتب بل التعاطف والدعم. شخصيا، لمست هذا الاضطراب في أحد أقاربي. فقد كان لا يحضر المناسبات العامة ويتهرب من الأماكن المزدحمة. توقعت أنه لا يضع اعتبارا وقيمة لأحد، لكن شككت في الأمر؛ لأنه ودود ولطيف ويتواصل بشكل جيد معي ومع غيري عبر الرسائل النصية واللقاءات القصيرة التي تجمعنا. وزادت شكوكي عندما حضرت زواج شقيقه وشاهدته يتعرق رغم شدة البرد في القاعة. وفوجئت بأنه يتردد على دورة المياه بشكل لافت، ولا يطالع عيون الضيوف الذين قدموا للتهنئة، بل يوجه نظره إلى أماكن مختلفة حتى يتجنب المواجهة المباشرة مع الناس. قرأت أكثر عن أعراضه واكتشفت هذا الاضطراب الرائج الذي يصيب 30 من كل ألف شخص. وأهم الحلول لمواجهة هذا الاضطراب الاعتراف به كمشكلة والعمل على التغلب عليه، ومن بين الاقتراحات لهزيمته:
1 - الأصدقاء: احرص على أن يرافقك شخص أثناء حضورك للمناسبة العامة. سيخفف حدة آلامك قليلا.
2 - الكتابة: اكتب مخاوفك. ستغادر أصابعك ثم صدرك تدريجيا.
3 - اذهب مبكرا: سيكون العدد أقل وتكون أكثر سيطرة على عواطفك ومشاعرك.
4 - تحدث مع مصابين سابقين بنفس أعراضك: سيخففون عنك وسيقترحون عليك أفكارا فعالة ربما لم تسمع عنها مبكرا.
5 - ادخل إلى ناد رياضي: سيمتص قلقك وبعض خوفك، وسيعرفك على أشخاص جدد.
6 - زر مرضى غرباء: ستفرحهم وسيمدونك بالبهجة والطاقة والثقة التي تحتاج إليها عند مواجهة الناس في الأماكن العامة.