رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إدارة الفنادق .. صناعة سعودية

قد يقول أحدهم بعد قراءة عنوان المقال، إن إدارة الفنادق كما هو معروف عالميا "صناعة سويسرية"، لكنني متأكد من أن بلادنا قد سبقت جميع دول العالم قبل مئات السنين في إدارة الأربطة والنزل التي كان يقصدها طلاب العلم في مكة المكرمة والمدينة المنورة من جميع أنحاء العالم.. بل حتى في مدينة الرياض كان هناك عديد من الأربطة لطلاب العلم القادمين من القرى والأرياف، وكان يشرف على هذه الأربطة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض من السعوديين مواطنون يملكون أهم صفات مدير الفندق الناجح، وهي الابتسامة وحسن التصرف وكرم الضيافة؛ ولذا فإن من المستغرب الاستمرار في استقدام مديرين للفنادق في بلادنا لسنوات طويلة وكافية لتأهيل أبناء هذه البلاد لتولي الإدارة في الفنادق والمرافق السياحية بأنواعها، ولقد حملت التعليقات على مقال الأسبوع الماضي الكثير من الثناء على الشباب السعودي الذي قال عنه مختص في علم الإدارة في تعليق مختصر "إنه متى ما أعطي الثقة فاز بها"، ولعل أكبر دليل على ذلك من أشرت إليه في المقال السابق وهو عبد الله بن سعد المقرن، الذي يدير بكل كفاءة أحد الفنادق الكبرى في مدينة الرياض.
وعودة إلى موضوع تأهيل الشباب السعودي لتولي إدارة الفنادق والمؤسسات السياحية أقول إن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتوجيه وحرص من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز تسعى كما علمت إلى توطين وظائف مديري الفنادق، وقد نصت اللوائح التنفيذية الجديدة لاستراتيجية توطين الوظائف السياحية على مواد ملزمة فيما يتعلق بالمراكز القيادية وتشديد العقوبات على مخالفي تلك المواد.. وفي حالة تعيين أحد المديرين من غير السعوديين فيجب على المرخص له تعيين مساعد من السعوديين المؤهلين بحيث يتولى المركز الأول خلال أربع سنوات.. أما رؤساء الأقسام والوحدات والإدارات فيجب أن يكونوا من السعوديين، ويجوز شغل هذه الوظائف بغير السعوديين لمده لا تتجاوز ثلاث سنوات من تاريخ صدور الرخصة.. وأكثر من ذلك تبنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برنامجا مع الشركات الفندقية العالمية العاملة في المملكة لإعداد القادة بالتنسيق مع وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية.. وقدمت الهيئة أيضا مبادرة لعقد برامج تطويرية للمهارات الإشرافية لمن يرغب من العاملين في القيادات الوسطى في الفنادق لتأهيلهم لشغل المناصب القيادية، وقد تم حتى الآن عقد 16 برنامجا في مختلف مناطق المملكة، ومن الجوانب المهمة في جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الاتجاه الصحيح لإحلال السعوديين في إدارة الفنادق أنه تم إلحاق 173 مواطنا ومواطنة ببرنامج الابتعاث "وظيفتك بعثتك" لشغل الوظائف القيادية في الفنادق وبانتظار إطلاق وزارة التعليم لهذا البرنامج ولو حتى بقرار يستثني هذا النوع من أي توقف للابتعاث نظرا لأهمية إحلال المواطنين في هذه الوظائف المهمة والحساسة.. كما أن مجلس التنمية السياحية لمنطقة مكة المكرمة قد أعد خطة عمل تهدف إلى توطين الوظائف في المراكز العليا في فنادق منطقة مكة المكرمة، وحدد الوصول بنسبة 100 في المائة في جميع الوظائف قبل عام 2022.
وأخيرا: أدعو الزملاء الكتاب إلى دعم جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإحلال الشباب السعودي المؤهل في إدارة الفنادق وبالذات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فهي واجهة تترك انطباعا جميلا عن بلادنا مثل ذلك الانطباع الذي يتركه رجل الجوازات في المطار.. ولقد سار بعض أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية وراء الإعجاب بالأجنبي حتى لو كان من فئة "النطيحة والمتردية".. أما الأكفاء منهم فلا اعتراض عليهم، إلا أن المواطن أولى وأقدر على تقديم الضيافة اللائقة لزوار بلده.. ولقد رأينا من أعطي الثقة من شبابنا وقد أبدع في جميع المواقع والتخصصات، وتحمل المسؤولية بجدارة وحقق أفضل النتائج. والمؤمل من هيئة السياحة والتراث الوطني التعريف بهؤلاء وتكريم المميزين منهم في حفل كل عام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي