رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


طريق المعلمات

تعرض قناة تلفزيونية هذه الأيام مسلسلا يتحدث عن المعلمات المغتربات والمعاناة التي يعشنها في القرى والهجر والمراكز الصغيرة التي يتم تعيينهن فيها. المسلسل حاز كما كبيرا من المتابعة والنقاش طول الفترة الماضية وهذا دليل على أنه يتعامل مع قضية حيوية ومهمة يعانيها الجميع. سبق أن قرأت رواية تتحدث عن وضع مماثل ورغم أن هذه المعاناة مستمرة، فنحن لم نشاهد ما يمثلها بشكل روائي بالعدد الملائم ـــ على حد علمي.
سبب استغرابي هو أن هذه الحالات المنتشرة في المجتمع تمنح المبدعات الفرصة للكتابة في المجال القصصي والشعري والمسرحي لأسباب أهمها أن المعلمة في أغلب فترات النهار تكون غير مرتبطة بأعمال وأنشطة منزلية أو مجتمعية ما يمنحها المجال الرحب للكتابة ويسمح للخيال الفني بالخروج إلى الواقع راسما صورة المعاناة.
الأمر الآخر هو أن الكم الكبير من العاطفة والمشاعر التي تعيشها المعلمة حين تتجه لموقع بعيد عن أسرتها لأول مرة، وما تواجهه هي وولي أمرها من تغييرات جذرية في أسلوب حياتهما والتزاماتهما وعلاقاتهما الأسرية والاجتماعية، لا بد أن يكون له الأثر الأكبر في القدرة على تصوير الحالة بأشكال درامية مختلفة.
جزء مهم آخر هو كم المشاعر والحالات التي تتعامل معها المعلمة في محيطها خلال فترة العمل بعيدا عن أسرتها، سيكون بلا شك مثيرا لملكة الإبداع بسبب التنوع والاختلاف في ظروف وأساليب تعامل ومكونات المجتمع الصغير التي تعيش ضمنه، فهو بالتأكيد منبع مهم للإبداع الفني.
هنا تصبح المهمة الإبداعية وسيلة للتغيير وتحويل المشكلة إلى حل يسهل حياة الآخرين في المستقبل. الرؤية المهمة التي تخرج مثل هذه الإبداعات ستدفع بلا شك إلى تغيير الحال والإصلاح المهم الذي نتباه جميعا كمكونات مجتمعية يهمها أن يعيش الجميع في أمن وسلام وسعة وراحة بال، وهم يساهمون في رفعة البلد والمشاركة في صناعة مستقبله. الحديث في المجال ذو شجون وهو واحد من أهم الأولويات التي يجب أن يضعها كل مسؤول في برنامجه كمعاناة يجب أن يرفعها المسؤول عن كاهل من يعملون معه بحكم مسؤوليته عن سعادة العاملين معه أثناء أداء هذه المسؤولية المهمة، ليتحول العمل إلى جزء مشرق في حياة العاملين... وغدا حديث عن الغربة يكتمل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي