رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«ريض 150» .. طلاب حضاريون وعميد واع

الأحد الماضي، لفت انتباهي "وسم" في "تويتر" كان عنوانه "ريض 150"، دخلت عليه ووجدت احتجاجا لطلبة في السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود على أسئلة الامتحان، في الوسم احتج طلاب كثر على صعوبة اختبار مادة "ريض 150"، ووصفوه عبر الهاشتاق الذي وصل إلى ترند عال بالصعب و"التعجيزي"، بل إن بعض الطلاب أكد أن بعض فقرات الاختبار لم تكن في المقرر في الأساس ولم يدرسوها.
سلك الطلاب المحتجون مسلكا حضاريا، ووجدوا في الإعلام المفتوح منبرا لإيصال احتجاجاتهم لم يكن متوافرا لأقرانهم السابقين، وشعر بمعاناتهم الكثير من رواد "تويتر"، وأعجبني التفاعل من أعلى سلطة في عمادة السنة التحضيرية في الجامعة ألا وهو عميدها الدكتور نامي الجهني، الذي رد على الكثير من الاحتجاجات عبر حسابه في "تويتر" بأدب جم، ووعد بحل المشكلة بعد دراستها، وزاد قائلا لهم في تغريدة "أبنائي.. ركزوا في بقية الاختبارات.. واتركوا مشكلة ريض 150 علي".
لا شك أن استياء الكثير من الطلاب واحتجاجهم الحضاري واحتقانهم أيضا في بعض ردودهم له ما يبرره، فالطالب في مثل هذه السن في مرحلة زراعة لحصاد ينتظره في المستقبل، وأكثر ما يشغله هو دراسته ودرجاته ومعدله الذي قد يحدد مستقبله الوظيفي ومستقبله في الحياة برمتها، ويشعر أحيانا بامتعاض عندما يتدخل عضو في هيئة التدريس في تحديد هذا المستقبل أو تدميره وسحقه دون أي شعور بالمسؤولية أو بالأمانة التي تلف عنقه – بحسب بعض المشاركات في الوسم.
أشياء كثيرة مرت بها أجيال سابقة إبان دراستهم في الجامعة، وعراقيل كثيرة وضعت أمامهم، والكثير لم يفارق ذهنه ظلم تعرض له دون أن تكون له القدرة على دفعه، أو أن يجد مسؤولا ينصفه، فـ "الدكتور" في الجامعة هو المصدق دوما، ولا أحد يرى إلا ما يرى، وما زال البعض يشعر بـ"غصة" وهو يستذكر تجربته الجامعية.
الطلاب المحتجون من جامعة الملك سعود وجدوا منبرا يمكن من خلاله أن يطرحوا معاناتهم عبره، ألا وهو "تويتر"، وهو ما كان غائبا وغير متوافر لأقرانهم من طلاب السنوات الماضية، ولم يبخل عليهم عميد السنة التحضيرية الدكتور نامي الجهني الذي لم يخاطبهم كطلاب بل كأبناء له.
نحتاج لمثل هذا الحراك، ونحتاج لاحتجاجات حضارية كتلك التي قام بها طلاب جامعة الملك سعود، ونحتاج أكثر إلى مسؤول يتقن فن الاحتواء وتقبل حق الاحتجاج المشروع والذهاب بعيدا إلى حل المشكلة بعد دراستها، فإن كان لهم حق أنصفهم، وإن لم يكن لهم حق هدأ من غضبهم، وأقنعهم بالكلمة الطيبة والإثباتات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي