رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إنعاش صحافة المستقبل

النظر إلى حالة الضمور التي يشهدها الإعلام الورقي، والتعامل مع الأمر على طريقة "انتظار ما سيأتي" يبدو أمرا سلبيا. في كل العالم العربي دون استثناء، لا تكاد تجد صحيفة عربية واحدة تتعامل مع الصحافة الإلكترونية بنظرة احترافية حقيقية.
يقول صحافي مصري صديق: إن الصحف العريقة في مصر تشهد تراجعا في التوزيع، وسط تواطؤ من الجميع مع امتناع عن الاعتراف بالظاهرة.
من المهم التأكيد هنا أنه يوجد لدينا في العالم العربي مواقع إلكترونية للصحف، ولكن الصحافة الإلكترونية التي تضاهي الصحف الكبرى في أمريكا وفي أوروبا لا تزال مسألة عصية عربيا.
وإذا أردنا أن نكون صادقين، فإن الإعلام الخليجي، تجاوز في تقنياته وأدائه، الإعلام العربي الذي كان خلال حقبة من القرن الماضي يتسيد الساحة.
لم يعد للإعلام المصري الفضائي والصحافي ذلك التأثير، والأمر نفسه ينطبق على الإعلام اللبناني. صحيح أن الرقي في الفضائيات الخليجية ــــ على سبيل المثال ــــ رافقته هجرة عقول إعلامية من مصر ولبنان، لكن تجارب الخليجيين ــــ وعلى الأخص التجربة السعودية ــــ وصلت مرحلة نضج، رافقها توطين جيد للصناعة.
لكن بالنسبة للمؤسسات الصحافية، فإنها بدأت تعاني ضغوط التطورات التقنية المتلاحقة، ومنافسة شيوع المعلومة وسهولة الحصول عليها قبل صدور الصحيفة.
كانت الإعلامية لميس الحديدي تعلق قبل بضعة أيام عبر قناة CBC المصرية على استحواذ رجل أعمال مصري على إحدى القنوات الفضائية هناك، واعترفت أن الفضائيات المصرية تحتاج إلى مجهود كبير، حتى تتمكن من منافسة الفضائيات الخليجية.
في رأيي أن الإعلام المحلي والخليجي كسب جولة تجاه كل التجارب العربية الأعرق. وحتى نتمكن من الحفاظ على هذا البريق الإعلامي الصحافي، لا بد من العمل على إيجاد اقتصاد مواز يساعد الصحافة الورقية على الاستمرار، مع الاستثمار الجاد في الديجيتال. وقد ذكرت أكثر من مرة أن استثماراتنا تلك ينبغي أن تستورد التجارب من خارج العالم العربي، وعلى الأخص من أمريكا وبعض دول أوروبا، أما الصحف العربية في مصر ولبنان وسواهما فهي بائسة جدا، وتحتاج إلى من يعينها، ويصدق عليه القول: فاقد الشيء لا يعطيه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي