رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


النجاح .. خيارك

في هذه الأيام تترقب قلوب الآباء والأمهات بخوف وقلق بالغ خطوات أبنائهم وهم يعبرون عتبة الدار نحو مدارسهم، حيث يؤدون الاختبارات النهائية بعد جهد عام دراسي كامل .. حان وقت حصاده !
هذا الخوف والارتباك غير المبرر من وجهة نظري، سينتقل لا شعوريا إلى عقول الأبناء فيسكنها وإن كانت معه كلمات سلبية من الأهل بالتشكيك في قدرة الأبناء على التفوق فإن "الطامة" هنا أعظم، حيث ستتعثر خطواتهم، وترتبك أرواحهم، ويستقر في أعماقهم أنهم غير مؤهلين للتفوق. وفي المقابل أيضا ستجد أبناء وبنات غير مبالين إطلاقا بالتفوق فكل ما يهمهم هو النجاح ولو كان على "الحافة" كما يقولون!
ـــ ما هو مطلوب منا حقا كآباء وأمهات هو شرح حقيقة التفوق لأبنائنا وبناتنا وأنه خيارهم لا أحد غيرهم، فمهما كانت الجهود المبذولة من قبلنا في تهيئة الأجواء الدراسية لهم ما لم يقابلها إيمان حقيقي في أعماقهم بقيمة نجاحهم بتفوق وأثر ذلك في حياتهم فيما بعد فإن النتيجة لن تكون مرضية للطرفين!
ـــ الأمر لا يتعلق بالمستوى المادي أو تحفيزهم بالهدايا والنقود التي ستصبح بعد فترة من الوقت لا قيمة لها في نظرهم حين يعتادون عليها، بل يتعلق بالقيمة الذاتية التي سنزرعها في أعماقهم لأهمية التعلم وأثر ذلك في حياتهم فيما بعد من جميع النواحي، وحين يؤمنون بأن النجاح هو خيارهم وحدهم، فسنندهش من الجهد المبذول الذي يقومون به للوصول إلى التفوق!
ـــ في الهند يقوم راجيش شارما بتدريس أطفال الأحياء الفقيرة تحت جسر المترو بسبب عجز أهاليهم ماديا عن تسجيلهم بالمدارس لأنه ببساطة يؤمن بأن التعليم هو أهم سلاح لشباب الهند، هو تاجر وليس معلما ورغم ذلك قام بتخصيص ساعتين يوميا لعشرات الأطفال الفقراء ليدرسهم تحت جسر المترو حيث لا طاولات ولا كراسي ولا هواء نقي بل ضجيج صاخب، وقام بصبغ جدران الجسر باللون الأسود ليحولها إلى سبورة، والعجيب أن إيمان هؤلاء الأطفال الفقراء بأهمية التعلم جعلهم يتلهفون لحضور الدروس التي يلقيها عليهم "راجيش" بمقررات المدارس الهندية نفسها، والأعجب أن لا أحد منهم يتغيب عن الحضور رغم عدم وجود سجل غياب.. إنه الإيمان بقوة التعلم!

وخزة
ــــ هذه الأجواء التقليدية المرعبة للاختبارات التي تبعث التوتر في نفوس أفراد الأسرة يجب أن نبدأ بتغييرها، وألا نتعامل مع الاختبارات وكأنها سحابة صيف سوداء مخيفة ستقتلع الراحة والهدوء والإحساس بالأمان!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي