كورو كورو

هذه الأحرف أو الكلمة ليست تعويذة ولا نداء لحيوان أليف، إنها اسم لمتجر في بلدة كاميكاستو اليابانية وتعني إعادة التدوير، ما ستحمله لكم الأسطر القادمة ليس شيئا مستحيلا فكل شيء بالعزيمة والإصرار يمكن تحقيقه لو جعلنا (كورو) جزءا من رؤيتنا المستقبلية وعصرنا الجديد، فما قام به 1700 شخص ياباني هم سكان مدينة (كاميكاستو) الخالية من النفايات لسنا بعاجزين أن نفعله!
في كاميكاستو أنت غير مضطر لسماع هدير عربة النفايات فجرا فتخرج للصلاة وتجد جزءا منها على الأرض ولن تخاف من امتناع العمال ليوم أو يومين عن القيام بعملهم، ما يحول المدن والأحياء إلى مكبات للنفايات ولن تجد أكوام الملابس مكدسة أمام الجمعيات الخيرية!
قرر سكان هذه المدينة عام 2003 بالتعاون مع أكاديمية (زيرو ويست أو صفر نفايات) تحويل بلدتهم إلى مدينة خالية من النفايات ولم تكلفهم هذه الفكرة ملايين أو أراضي شاسعة لإقامة مشروعهم عليها!
كل ما احتاجوا إليه 34 برميلا عاديا لفرز نفاياتهم وتبدأ عملية الفرز من المنازل، حيث يتم فرز النفايات إلى 34 فئة مختلفة مثل المنتجات الورقية، المنتجات البلاستيكية والزجاجية، وقطع الألمنيوم، التي تتنوع بين العلب المضغوطة والمشروبات وغيرها. كما وتوجد هناك حاويات للملابس الصالحة للاستعمال، وألعاب الأطفال، ومن ثم إحضارها إلى مركز إعادة التدوير بأنفسهم، ما يسهل على العمال عملية فرز وتدوير النفايات، لم تكن العملية سهلة في البداية كان السكان بحاجة إلى التوعية والتشجيع ووضع هدف أمامهم أنه بحلول عام 2020 سيكونون أول مجتمع خال من النفايات، ولقد تمكنوا من تحقيق حلمهم قبل هذا التاريخ، فقد استطاعوا تدوير نحو 80 في المائة من العناصر الملقاة في سلة المهملات، أما الـ 20 في المائة الأخرى هي فقط ما يذهب إلى مدافن القمامة!
وفي متجر كورو كورو يستطيع السكان تبادل المواد المستخدمة بأشياء جديدة دون أي تكلفة إضافية، أما مصنع كورو كورو فيقوم بتوظيف النساء لإعادة تدوير النفايات وصنع الحقائب والملابس ودمى الأطفال من الأشياء التي يتم التخلص منها! توضع علامة إعادة التدوير على المنتجات التي يقوم السكان بشرائها ليعرف السكان مصير نفاياتهم التي قاموا بالتخلص منها مسبقا.
تستضيف البلدة نحو 2500 زائر سنويا من تلاميذ المدارس المحلية والزوار الأجانب ليشاهدوا على أرض الواقع ما نفذته الأكاديمية في وقت وجيز وبأقل التكاليف!
إذا لم تستطع الحصول على مدينة أو حي خال من النفايات فابدأ بمنزلك ونفسك كما فعلت الأمريكية "لورين سنجر" التي لم تخرج كيس نفايات من منزلها لمدة ثلاث سنوات!