شرفيو الهلال .. حصنه المتين

اجتمع أعضاء شرف الهلال الأربعاء الماضي لمناقشة أوضاع الفريق بطلب من الأمير نواف بن سعد رئيس النادي، وأثمر الاجتماع عن دعم فوري بقيمة 25 مليون ريال مع وعود بـ40 مليونا أخرى يتم ضخها في خزانة النادي، مع وضع جدول زمني للإيفاء بالوعود لا يتجاوز ثلاثة أسابع، إضافة إلى تشكيل لجنة رباعية لمتابعة التوصيات، وانتهى الاجتماع القصير في مدته الكبير في قراراته وتوصياته.
لا شك أن أعضاء شرف الهلال لهم وقفات تاريخية مع النادي، ومن عاصر النادي من جماهير الفريق أو الجماهير الأخرى يعي جيدا أنهم سر انتصارات النادي، وسر زعامته المطلقة سواء على المستوى المحلي أو القاري، ولا يمكن أن يضاهيهم دعما وحبا أي تكتل شرفي آخر في المنطقة برمتها.
الجميل والرائع الذي يغبط عليه الهلال، أن أعضاء شرفه مختلفون عن الآخرين، فبعضهم يدفع رافضا ذكر اسمه دون أن يتدخل في عمل الإدارة أو أن يشترط أمرا على الإدارة يربط بها دعمه كما نشاهد في بعض التكتلات الشرفية الأخرى، فهم يدعمون دون أن يبحثوا عن نصر شخصي.
يختلفون ويجتمعون دوما على حب الهلال، ويرون أن النادي جزء لا يتجزأ منهم، ولا شك أن تصريح الأمير نواف بن محمد الذي رأس الاجتماع الأخير في منزله يجسد هذا الحب عندما قال ردا على سؤال: هل طالبتم الرؤساء السابقين للنادي بدفع الديون التي تحملها النادي إبان فترة رئاستهم، فكان جوابه حازما عندما قال باللهجة المحلية: "حنا ما عندنا هذا الكلام .. الديون على الهلال وكلنا هلاليين"، ويعني بذلك أن الدين الذي لحق بالنادي هو دين عليه وهم كشرفيين مسؤولون عن سداده وليس الرئيس وحده.
هذا الحديث والتصريح الذي أدلى به الأمير نواف بن محمد هو سر زعامة الهلال، وهو السبب -بعد الله- في علو كعب الفريق على بقية الأندية المحلية والقارية، وهو سبب ديمومته في تحقيق البطولات في وقت يتعثر فيه أقرانه ويبتعدون عنها لسنوات.
بالطبع هذه المواقف التاريخية التي يقدمها أعضاء شرف الهلال دعما لفريقهم يجب أن يقابلها وفاء من قبل أنصار النادي، يجب أن يكون الشرفيون خطا أحمر لا يقبلون المساس بهم أو التقليل منهم، فهم حصن الزعيم المتين وهم من جعلوه ثابتا على منصات التتويج والبقية متغيرون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي