رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مؤشرات نجاح سعودة سوق الاتصالات تلوح في الأفق

يبدو أن وزارة العمل تتجه لتحقيق نجاح غير مسبوق في التغلب على مشكلة السعودة، فكل المؤشرات تدل على أن تجربة سعودة سوق الاتصالات ستكون متميزة وغير مسبوقة، فالقواعد الأساسية متوافرة فهناك سوق فعالة فعلا، وهناك آلاف من المحال التجارية الصغيرة ومحال صيانة منتشرة في كل مدينة من مدن المملكة، وهناك شركات متوسطة الحجم وشركات كبيرة الحجم تعمل في هذه السوق، من جانب آخر أثبتت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، كما صرح بذلك المحافظ، أن الإقبال كثيف من الشباب والفتيات على التسجيل في مراكز التدريب عبر بوابة مركز الأعمال حيث وصل العدد حاليا إلى 70 ألف طلب حتى الآن شكلت نسبة الفتيات السعوديات نحو 24.8 في المائة. ورغم أن الفرص التدريبية المتوافرة التي تم التعاقد على أساسها لم تتجاوز 20 ألف وظيفة، وهذه إشارة كبيرة على مدى نجاح فكرة سعودة هذا القطاع.
فجانبا السوق من عرض للوظائف وطلب لها يبدوان متوافرين بشكل غير ما عهدناه في كل التجارب السابقة للسعودة، فكما أشرنا في جانب الطلب هناك 70 ألف راغب في الالتحاق بالتدريب، ومن جانب العرض فهناك ثلاثة مسارات لتوطين قطاع الاتصالات يدعم جميعها صندوق تنمية الموارد البشرية، المسار الأول في التوطين وهو أهم مسار يجب العمل عليه حيث يتمثل في تشجيع الخريجين على افتتاح مشاريعهم الخاصة بهم وهنا سيشترك البنك السعودي للتسليف والادخار وكذلك معهد ريادة الأعمال الوطني. هذا المسار هو أهم المسارات لأن كل مؤسسة جديدة تدخل السوق ستحقق فائدتين معا، الأولى هي توظيف صاحب المنشأة في مؤسسته ما يزيد من حرصه على نجاحها وتنميتها، والثاني أن كل صاحب مؤسسة جديدة سيتحول من باحث عن العمل إلى مستقطب لمزيد من العمال، ومن موظف يثقل كاهل الدولة من خلال الدعم الذي يحصل عليه من صندوق الموارد البشرية إلى صاحب مؤسسة ربحية يحصل على عوائده الشهرية من خلال أرباح محاله. أضف إلى ذلك أنه سيكون مستقطبا للعمل أيضا حيث سيقوم بتوظيف سعودي آخر على الأقل معه (وهذا هو المسار الثاني للمتدربين) وهنا لا يوجد ما يقلق بشأن مستويات الرواتب، حيث أكد تصريح محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أنها ستكون مجزية. فتجربة تحويل الشباب الباحث عن فرصة عمل إلى رواد أعمال منتجين لفرص عمل جديدة للآخرين هو أهم نجاح يمكن أن توصف به تجربة سعودة قطاع الاتصالات. ولهذا يجب أن تشترك في هذه التجربة كل من هيئة توليد الوظائف وأيضا هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
مسار توظيف المتدرب غير الراغب في فتح محل خاص به هو خيار مهم توفره المؤسسة، حيث يبدأ العمل في هذا الطريق الذي اختاره الطالب بدءا من أولى خطواته في التدريب حيث عليه أن يأخذ 75 في المائة من وقت الطالب أو الطالبة داخل المنشأة، و25 في المائة في تدريب داخل قاعات المؤسسة ثم بعد ذلك يستمر في عمله، فهو نوع من التدريب المنتهي بالتوظيف حيث قامت المؤسسة بتوقيع اتفاقية توظيف 400 متدرب على مستوى المملكة مع عدة شركات كبرى.
إذا نحن أمام تجربة تم توفير كل أسباب النجاح لها وهي تستحق أن تنال فرصة كاملة وأن تدعم من الأطراف كافة من أجل تحقيق هدفنا المنشود جميعا وهو أن تكون فرص العمل متاحة أولا وأساسا لأبناء الوطن، كما أن هذه التجربة ستضمن لنا أمرا في غاية الأهمية وهو أننا ولأول مرة سنكون متأكدين من أن الذي يقوم بصيانة أو بيع أجهزة الاتصالات هو شخص متخصص تلقى تدريبا كافيا على هذه الأجهزة وليس مجرد عامل لا نعرف متى وأين تلقى تدريبه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي