رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


متطلبات المشهد العام

تكملة لحديث اليومين الماضيين، لا بد أن نستذكر أن هناك حاجة ملحة لتعاون ومرونة عالية بين المسؤولين عن تنفيذ الرؤية الطموحة التي تبنى على كم هائل من المعطيات والمتغيرات في دولة تعيش مرحلة تميزها صعوبة وتعقيد المشهد في الداخل والخارج.
تواجه المملكة اليوم تحديات كبرى سواء في الواقع الداخلي الذي يحتاج إلى معرفة واضحة وتعامل شفاف مع قضايا كثيرة، نحن في عصر المعلومات، عصر تنتقل فيه المعلومة خلال جزء من الثانية من أقصى العالم إلى أقصاه، عصر له متطلبات لم يكن المسؤول يواجهها في الماضي، وتتطلب منه القدرة على التعامل مع الضغوط، وحسن التفاعل مع الجمهور الذي تغير تكوينه بشكل جذري بسبب الاحتكاك بالعالم والتعليم العالي والصعوبات اليومية التي يواجهها الجميع دون تفرقة.
هنا تبرز محورية الشفافية واحترام الآراء والدقة في الحديث والتفاعل من كل مسؤول وهو أمر يزداد أهمية بشكل يومي مع ما نشاهده من ردود أفعال لم تكن لتوجد في عصر مضى. تميز العناصر القيادية في مجالات التفاعل مع متطلبات الوقت ونوعية المستفيد، هو العنصر الأبرز في تحديد ردود الأفعال على مختلف القرارات والتصريحات التي يدلي بها أي مسؤول، وهذا فن مهم يجب أن يتبناه كل من يتعامل مع قضايا كبرى كقضية الرؤية الشاملة للدولة.
يضاف إلى العناصر السابقة، عنصر التجانس الضروري لتوجيه العمل وتسيير الخدمات وإفهام الناس ما يدور من حولهم، وهو يستدعي أن تنتشر المعلومة بين الوزارات والهيئات بالنسبة للقرارات الاستراتيجية، وهو ما يرمي إليه تكوين المجلس الاقتصادي كوسيلة لتوحيد جهود وإمكانات الدولة في اتجاه موحد يخدم الهدف العام للجميع سواء كانوا ضمن القطاع العام أوشبه العام أو الخاص.
إن فهم كل مسؤول للرؤية ودوره فيها وتفاعل مؤسسته مع المؤسسات الأخرى، والاطلاع المستمر على الخطط والإنجازات والصعوبات التي تواجهها كل مكونات الخطة وأثرها في الإنجاز في جهازه أساسي في التعامل مع المتغيرات والتحضير لما يمكن أن يظهر من عقبات أثناء التنفيذ.
من هنا يتضح المشهد للجميع فيكونون أعضاء فاعلين في فريق العمل الذي يحمل الطموحات نفسها ويبني على النجاحات المشتركة والتعاون للوصول كمجموعة للأهداف بعيدا عن التناحر والتنافس الذي يميز كثيرا من المؤسسات المتشابهة أو الأهداف المتقاربة ذاتها وهو تحد قيادي كبير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي