«2030».. ليس أسطورة «2»

في مقالي السابق تحدثت عن قيمة الإيمان برؤية "2030" التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، للواقع الذي ستكون عليه السعودية بعد 14 عاما منذ الآن، وهو واقع يحتاج إلى جهد متواصل وعمل دؤوب وخطوات متسارعة وتقييم مستمر، والأهم من كل ذلك أن نؤمن بإمكانية تحقيقه وهنا تكمن الحقيقة كلها!
ــــ حين بدأت أسعار البترول في الهبوط التدريجي شعر الناس بالذعر وكأنهم يقفون على حافة جبل وينتظرون السقوط في أي لحظة، وقتها قلت في أحد مقالاتي هنا "الاستثمار في العقول أهم من الاستثمار في البراميل"، ولذلك نحن كشعب متلهف لهذا التحول تقع علينا مسؤولية عظيمة حتى نسير بخط متواز مع رؤية 2030، سأحاول إيجازها بقدر المساحة المتاحة للمقال.
ـــ الإيمان بأهمية التدريب في مجال العمل والاستفادة القصوى منه علميا وسلوكيا وإنتاجيا لا النظر إليه فقط كوسيلة للترقية، معظم الدول الطامحة للتقدم تولي التدريب أهمية قصوى فهو يحدث دوما فارقا في الأداء والإنتاجية والفكر.
ـــ الشباب الذين يعانون البطالة بعد التخرج ويضيعون سنوات من أعمارهم في انتظار التعيين، هم في حقيقة الأمر يرتكبون خسارة فادحة ويهدرون أوقاتهم ويعطلون جهودهم وإمكاناتهم في الانتظار، يقال "تسعة أعشار الرزق في التجارة"، إذن ما الذي يحول بينهم وبين الانطلاق في تحقيق أحلامهم الخاصة ومشاريعهم الفتية ودعم عجلة التنمية في الوطن، في ظل وجود جهات داعمة ماديا للمشاريع الشبابية، الأهم ألا تكون هناك طاقة شبابية معطلة في الوطن!
ـــ اهتمام الأسرة بزرع قيمة المعرفة في عقول الأبناء، وغرس أهمية الثقافة والعلم والقيم، والاعتماد على النفس والثقة بالذات وتحمل المسؤولية، فهؤلاء الصغار هم من سيحتاج إليهم الوطن بشدة حين تصبح رؤية 2030 واقعا!
ــــ تهميش النماذج السيئة التي أضفى عليها الإعلام مع الأسف رداء الشهرة في المجتمع من خلال الأساليب التي يستخدمونها والتي غالبا ما تكون "هياط ـــ سماجة ـــ سطحية فكرية ـــ تفاهة في الطرح" فمثل هؤلاء هم معاول هدم للفكر والأخلاق والتنمية!
ــــ تفعيل وسائل الإعلام المختلفة لغرس مفهوم «رؤية 2030 »في عقول الأسر والشباب والأطفال من خلال جميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمشاهدة.
وخزة
يقول سقراط "السر في عمل التغيير يكمن في أن تركز طاقتك ليس في محاربة القديم، بل في بناء شيء جديد".