رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


قدرات عجيبة لمخلوقات لطيفة

تلك الكائنات الصغيرة التي قد تملأ البيت فرحا أو صخبا ينظر إليهم من حولهم على أنهم لغز يصعب حله، ورغم صغرهم إلا أنهم قد يكونون أكثر مكرا ودهاء منك، ولا يلاحظ ذلك إلا قليل منا. ولمعرفة قدرات الأطفال (الرضع) طبقت عليهم عديد من الدراسات وكانت النتائج مدهشة!
هل تتخيل أن هذه الكائنات الصغيرة قادرة على فهم لغة الجسد والإيماءات وأساسيات التواصل الاجتماعي منذ الساعات الأولى لولادتهم، حركات عديدة وسريعة تميز الأطفال، بعضها قد يشير إلى شعوره بالضيق أو الألم مثل ركل الساقين باستمرار الذي قد يكون سببه الغازات أو حاجته لتغيير ملابسه أما فرك العينين والأذنين من دون سبب يعني أن الطفل يشعر بالتعب أو النعاس وفي حالات نادرة يمكن أن يكون السبب التهاب في أذنه!
وقد تستغرب الأم أو تمتنع عن الزيارات العائلية بسبب انزعاج طفلها من الناس ولا تعرف أن ذلك بسبب مقدرة الرضع العالية على سماع كل ترددات الصوت الصادرة من حولهم فالسمع لديهم أكثر تطورا من البالغين وهذا يجعلهم أقل تركيزا وأكثر انزعاجا إذا زادت الأصوات من حولهم!
ورغم أن الدراسات تميل إلى أن العنصرية تولد مع الأشخاص فيخرجون للدنيا وهم يميلون للعرق الذي يشبههم ويفضلون اللعب معه إلا أنهم في الوقت ذاته يميلون للعدل والإنصاف ولديهم حساسية عالية تجاه الظلم، ففي دراسة حديثة لاحظ القائمون عليها مقدرة الرضع على التمييز بين التوزيع العادل وغير العادل للطعام، كما ظهرت علاقة بين مدى حساسيتهم تجاه السلوك العادل واستعدادهم لمشاركة الآخرين لعبتهم المفضلة. فقد كانوا أكثر حساسية عند التوزيع غير العادل للغذاء ما دفعهم تلقائيا لمساعدة المظلومين من الأطفال ومحاولة مشاركتهم في اللعب، ليس هذا فحسب بل بإمكانهم التعرف على الخطر وتمييز الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة!
وعندما يحدق الرضيع في شيء ما لفترة طويلة من الزمن لا يعني ذلك أنه ساه أو لا يعلم ما يدور حوله، بل لأنه لاحظ أمرا غريبا وغير منطقي، فقد لاحظ العلماء والباحثون حرص الرضع على مراقبة الأشياء التي تتعارض مع قوانين الطبيعة والفيزياء حتى لو كانوا في المهد!
وما يثير الاستغراب قدرة هذه المخلوقات الصغيرة على فهم الاحتمالات مثل البالغين تماما، ففي إحدى التجارب ظل الرضع ينظرون إلى صندوق الكرات منتظرين إخراج مزيد من الكرات البيضاء لأنهم لاحظوا منذ البداية أن عددها أكبر من الكرات الحمراء، بينما سحب الباحثون كل الكرات الحمراء وقليلا من البيضاء!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي