رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


صيف زمان

كان الصيف في زمن مضى مجرد حالة من عدم الذهاب إلى المدرسة. لم تكن هناك برامج سياحية أو رحلات مكوكية أو سفريات بالأشهر, المحظوظ كان من يستطيع أن يذهب إلى مكة المكرمة لمجرد العمرة والعودة. أما اليوم فقد تحول الحال إلى حال مناقض تماما.
يحكى أن السعوديين أنفقوا في العام الفائت أكثر من 80 مليار ريال في رحلات الصيف خارج البلاد, وقد يصل ما دفعه من بقوا في الداخل إلى نصف ذلك. اقتصاديا نبارك البقاء في الوطن وندعو إليه, فمهما صرفنا في الداخل, يبقى بعض المال يدور في الاقتصاد الذي ينهكه من يسحبون الأموال منه ويصرفونها خارجه وهم كثر.
همي في هذا المقال وتذكر الحال, هو ما كان من نشاط في الصيف. يبدأ يومنا في تلك السنين في السابعة وكأننا لم نخرج من إطار المدرسة. كثيرون كانوا يستغلون الصيف للعمل في محال آبائهم, وآخرون يمتهنون أعمالا أخرى بجهودهم أو بمساعدة أسرهم, أحدهم يبيع الأغذية وآخر يبيع المنسوجات المنزلية.
قام كثيرون لسنين بممارسة الأعمال التجارية في سوق الخضار أو تقديم الخدمات بمختلف أنواعها, الاختلاف كان ميزة في كل مكان, فمن كانوا من أصول آسيوية كانوا يستخدمون مهارتهم في لغات المسلمين لممارسة عمليات البيع وتقديم الخدمات, وآخرون كانوا أدلة سياحيين في مدن أخرى. أذكر أن الشوارع كانت عامرة بالمارة والأطفال الذين يمارسون كل شيء - حتى اللعب.
بدأت في سنوات مبكرة ممارسة الألعاب في المدارس الصيفية, ثم تطورت إلى مراكز أكثر تنوعا ثم توقفت هناك لتتحول إلى مراكز محدودة الفائدة - ذهنيا على الأقل. أستغرب كيف توقف النشاط المجتمعي والتعليمي بالشكل الذي نراه اليوم ليتحول العمل الاجتماعي والنشاط الصيفي إلى ممارسة تشبه العمل الإضافي يشارك فيه من يرغبون في تحسين دخلهم.
أسهم كثير من الجهات في تلك الأيام في توظيف الشباب في وظائف مؤقتة تناسب مهاراتهم وتعليمهم, وشارك كثيرون في مشاريع البنية التحتية والأعمال المكتبية, ولا تستغربوا إن قلت إن كثيرا ممن توظفوا نتيجة تلك النشاطات بقوا في الشركات نفسها بل أصبحوا قياديين فيها, لكن أين دورهم المأمول في تشجيع أبناء اليوم للدخول في مجال الأعمال الذي بدأوا منه واستمروا فيه ... غدا أبادلكم بعض هموم الصيف الطلابي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي