تصفيات متلاحقة لنشطاء الإرهاب
نجاح جديد يضاف إلى إنجازات سابقة وكبيرة في القضاء على منتسبي الجماعات الإرهابية المسلحة التي تخضع للملاحقة ويتم حصارها في مواقع وجودها وهي تحت الرقابة المتواصلة وما أن تكون المعلومات قد تكاملت وأصبحت في حكم اليقين فإن قوات الأمن تتجه إلى المواقع المشتبه بها وتحمل على عاتقها عبء وخطر المواجهة المسلحة مع من انسلخوا من دينهم وأخلاقهم وولائهم لوطنهم ولذا فإن القضاء على الإرهاب لن يكون سوى بالقضاء على من يشكلون العنصر البشري في تركيبة تلك الجماعات الإرهابية المسلحة.
لقد أحبطت قوات الأمن السعودية وفي وقت وجيز ودون أي خسائر بشرية تجمعا لمن قاموا بتفجير المساجد وشاركوا في التخطيط والتنفيذ في عمليات عديدة في داخل المملكة وهم على ارتباط وثيق الصلة بأخطر المنظمات الإرهابية الدولية وهي تنظيم داعش الإرهابي الذي استهدف أرض الوطن وسخر بعض من ضلوا في أفكارهم لتحقيق أهدافه والسعي في الأرض خرابا وفسادا وإفسادا.
وهناك خطورة بالغة لعمليات تمويل الإرهاب وجمع الأموال لمصلحة الجماعات الإرهابية "داعش" وغيرها من المنظمات المسجلة في قائمة المتابعة سواء في القطاع المصرفي أو في الاستثمار في العقارات والمنقولات، حيث يتم تمويه مصادر التمويل وتغطية من يقف خلفها من الشركات والمؤسسات والأفراد. حيث يجب العمل على منع قيامهم بالتمويل وذلك بالطرق القانونية والقضائية ومن خلال قنوات التقنية الإلكترونية وهي في خدمة العدالة، حيث تتوافر المعلومات الأساسية عن الممولين والمؤيدين لتلك المنظمات الإرهابية سواء في الداخل أو الخارج.
إن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب أعلنته المملكة قبل ثلاث سنوات تقريبا، ورصدت من جانبها ما يزيد على 100 مليون دولار دعما له، وأكد بصور مختلفة، مدى اهتمام الرياض بهذه المسألة، وكذلك مدى استعدادها لأن تكون محورا رئيسا في هذه الساحة التي تهدد العالم أجمع. ولم تترك السعودية مجالا إلا وتعاونت فيه على صعيد مكافحة الإرهاب بكل أشكاله. لأن القيم والمبادئ التي تقوم عليها تفرض هذا التعاون، فضلا عن أنها من الدول التي تعرضت بما يكفي لأعمال الإرهاب، أيضا بأشكال مختلفة.
إن خطورة الإرهاب تتجاوز دول الخليج العربي وتتجاوز دول الشرق الأوسط، وما الأحداث الأخيرة في بلجيكا سوى شاهد على مدى ضرورة الالتزام الدولي والتعاون الأمني والمعلوماتي في سبيل منع تلك المنظمات الإرهابية من تنفيذ أجندتها في أي مكان في العالم، وهو ما حذرت منه المملكة أكثر من مرة وعلى فترات طويلة وفي مواقف مختلفة.
إن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين دول التحالف من أهم المكاسب العائدة على الدول أعضاء التحالف، خصوصا أن المعلومات الاستخباراتية ستجرى من خلال قاعدة بيانات تنشأ في مركز عمليات التحالف، وستحظى الدولة عضو التحالف بتضافر جهود الدول الأعضاء التي ستساندها في مواجهة أي تهديد إرهابي تتعرض له في حال طلب المساعدة، وتأمين غطاء دولي إلى جانب ذلك.
لقد تحقق كثير من الإنجازات في مجال الحرب على الإرهاب ومنظماته وأفكاره، ولكن الأهمية في استمرار وتواصل هذه الرسالة فكريا وأمنيا وعسكريا متى اقتضى الأمر ذلك، كما أن العمليات العسكرية الاستباقية لها دورها وأهميتها في المواجهة الميدانية فإن القيادة والتنسيق المشترك أصبحا من أساسيات العمل الحربي، حيث تولت المملكة هذا الدور وأنفقت ووفرت جميع متطلبات هذا العمل الجماعي لمواجهة الإرهاب دوليا وإقليميا ومحليا.