انقطاع المياه والكهرباء ووجبات الطعام وراء حرق حافلات شركة المقاولات في مكة المكرمة

انقطاع المياه والكهرباء ووجبات الطعام وراء حرق حافلات شركة المقاولات في مكة المكرمة

أكد لـ"الاقتصادية" أحد موظفي شركة المقاولات الشهيرة التي تم إحراق عشر من حافلاتها قبل يومين، أن انقطاع المياه والكهرباء وعدم توافر وجبات الطعام التي كانت تقدم للعمال في مقر سكنهم علاوة على تأخر رواتبهم أربعة أشهر كانت الدافع الرئيسي وراء إحراقهم الحافلات التي كانت متوقفة بجوار سكن العمال.
وقال: "نحن صبرنا على تأخر رواتبنا ومستحقاتنا ولكن فوجئنا بانقطاع التيار الكهربائي والماء عن السكن بشكل كامل وتوقف للوجبات الغذائية التي كانت تقدمها لنا الشركة بشكل مجاني، ما قاد البعض للتعبير عن غضبهم بإحراق الحافلات وهو فعل لا نؤيده ولكنه جاء كردة فعل للتعامل الشركة معنا".
وأشار المصدر الذي "فضل عدم ذكر اسمه"، إلى أن بعض الموظفين السعوديين قاموا في الشهر الماضي بالتوقف عن العمل بعد تأخر مستحقاتهم لأربعة أشهر وعادوا إلى العمل بعد صرف راتب شهر واحد، والباقي في وقت لاحق شريطة المواصلة في العمل وعدم التغيب عن الدوام. وفي السياق ذاته، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور عمر الخولي محام وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز، إن اعتداء العمال على حافلات الشركة وحرقها، يعد خطأ نتيجة خطأ الشركة ولا يمكن علاج خطأ بخطأ آخر.
وأوضح أن الشركة ارتكبت خطأ مضاعفا بحرمان العمال من بعض المزايا التعاقدية المتفق عليها علاوة على تأخير رواتبهم أربعة أشهر، فكان من الواجب على العمال التوجه مباشرة إلى مكتب العمل وتقديم شكواهم وبسط مطالبهم عوضا عن التصرف الخاطئ الذي عرضهم للمساءلة القانونية وربما فوات بعض الحقوق عليهم.
وأكد أن هذا التصرف لا يحرم العمال من حقوقهم ورواتبهم ولكنه بلا شك سيدخلهم في حكم الإبعاد أو غيرها من الأحكام بعد أخذ حقوقهم كاملة، حيث إن هذا التصرف مجرم وفقا لقانون العمل السعودي، إضافة إلى أن إتلاف مال الغير يعتبر جناية ولكن في المقابل صاحب العمل الذي يؤخر مستحقات العمال عليه عقوبات، منها إمكانية نقل كفالة العامل دون الرجوع إلى كفيله مع احتفاظه بحقوقه لدى الكفيل السابق كما يحق للعامل المطالبة بالتعويض عن التأخر إذا لحقه ضرر غير مباشر من تأخير مستحقاته.
وأشار الخولي إلى أن تأخير رواتب العمال الشهرية في أي مؤسسة، مسألة خطيرة وحساسة باعتبار أنهم يعتمدون بشكل رئيس على هذا الراتب في مصروفاتهم اليومية.
وبين أنه يوجد تدرج في المطالبة بالحقوق، ولا يمكن أن تصل المطالبات إلى تحطيم أعيان الشركة وأصولها في سبيل الوصول إلى الحق، في محاولة التشفي والانتقام بالصورة التي رآها الجميع.

الأكثر قراءة