رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإنسانية المجردة من المآرب

في عام واحد فقط على تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدّم 1.6 مليار ريال مساعدات مختلفة لبلدان مختلفة؛ في مقدمتها اليمن الشقيق. ولو استعرضنا الصناديق والمراكز المشابهة حول العالم، يقف مركز الملك سلمان على رأسها من حيث زخم الدعم في فترة زمنية تعد قصيرة. هذه نقطة أخرى تضاف إلى حساب جهود المملكة في المجالات الإنسانية والخيرية والإنمائية، وتأتي رغم التراجع الهائل في أسعار النفط على مدى عامين، وفي ظل قيام السعودية بإعادة بناء اقتصاد جديد يتطلب كل الوفرات المالية، وتلك التي تدخل ضمن الناتج المحلي الإجمالي. في ساحة الأعمال الإنسانية والإغاثية، لا تعترف المملكة بالحلول الوسط. والتزامها الذاتي "وليس المفروض"، يسير بخطواته الطبيعية رغم كل الظروف والمستجدات. إنها مبادئ لا يمكن أن تفرط فيها.
يعرف العالم أجمع ما تقدمه السعودية في المجال الإنساني. ويعرف أيضا المعايير الأخلاقية المستندة إلى تعاليم الدين الإسلامي في هذا السياق. لا سياسة في الإنسانية.. لماذا؟ لأن كرامة الإنسان أهم من كل سياسة. ولا مآرب مستترة من العمل الإنساني، ولا تفضيل لهذه الجهة أو تلك. الذي يحدد الأطر في المملكة لتقديم مساعداتها على اختلاف أنواعها، هو الأولويات.. والأولويات فقط. هنا تكمن المعايير في العمل الإنساني، وتتجلى الاستراتيجية الأخلاقية لبلد، لم يتوقف يوما عن تقديم المساعدات. ففي غضون أربعة عقود قدمت السعودية ما يزيد على 115 مليار دولار كعون إنساني استفادت منه 90 دولة حول العالم. لا فرق بين هذا المحتاج وذاك. وعلى هذا الأساس، احتلت المملكة المرتبة السادسة العام الماضي بين البلدان العشرة الأكثر تقديماً للمساعدات.
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، هو ذراع إنسانية أخرى للسعودية. ذراع وفرت الأموال اللازمة التي أعلنتها الأمم المتحدة قبل عام لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن، في غضون 24 ساعة فقط من النداء. ونحن نعلم كم تعاني المنظمة الدولية من جمع الأموال في البلدان الكبرى لتمويل برامجها الإنسانية المختلفة. في الواقع رصد الأموال لليمن لا يختص ببرامج الأمم المتحدة فقط. فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يمضي قدماً بسلسلة من القرارات الفورية للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، وكل الأشقاء وكل المحتاجين حول العالم. فإذا كانت المملكة تخوض حرباً في اليمن من أجل شعبه وكرامته وازدهاره وأمنه، فإنها تكمل المهمة التي أوكلت نفسها بها من كل جوانبها.
انطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من أجل الحاجة العالمية. وفي غضون عام واحد فقط على تأسيسه، تحول إلى مؤسسة رائدة على الساحة الدولية لإغاثة المجتمعات التي تعاني الكوارث لمساعدتها، ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة. الشقيق الجار "اليمن" له الأولوية الآن؛ نظرا لما تمر به البلاد من تفاعلات فرضتها تدخلات خبيثة من جانب إيران، التي لا ترى الخير إلا في الخراب لجيرانها! ووجدت كما في سورية والعراق ولبنان والبحرين والكويت والمملكة مرتزقة للعمل لحسابها. لذلك، لن يكون اليمن "وبقية البلدان العربية" وحده أمام هذه الهجمة الطائفية البغيضة. شهداء سعوديون ارتقوا في اليمن لأجل هذا البلد وشعبه الشقيق، فلا يهم أي شيء آخر.
سيكون مركز الملك سلمان منارة إنسانية أخرى تضاف إلى المنارات السعودية في هذا المجال. وهو لا يستمد قوته ونجاحاته فقط من فرط الدعم الذي يتلقاه من المملكة، بل يحمل اسم ملك، أراد التغيير نحو الأفضل لكل الشعوب العربية والإسلامية، بل للشعوب الأخرى التي لا تربطها بالسعودية إلا المعايير الإنسانية. إنه ملك الحزم والعمل، وهو أيضا الملك الذي لا يتردد لحظة في نجدة الإنسان، لا لشيء، إلا للحفاظ على إنسانيته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي