رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


حتى تنجح رؤية السعودية الجديدة

الإثنين الماضي كان يوما مدهشا ومختلفا في تاريخ مملكتنا، وهو من الأيام التي اتفق فيها الجميع بمختلف انتماءاتهم ومواقعهم على أن المملكة على مشارف عهد جديد، تعلن فيه رؤيتها حتى عام 2030 بما يضمن لها استغلال كل الإمكانات البشرية والمادية لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة واستقرار اجتماعي.
وباتفاق الجميع كما الصدى العالمي للمحللين الاقتصاديين عكس الإيجابية لهذه الخطة الطموحة، أن الرؤية جاءت محققة لكل الطموحات التنموية والاجتماعية التي ننشدها، وغطت معظم الجوانب التي كان السعوديون يتطلعون إليها اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، لقد شعر الجميع دون مبالغة أن الرؤية تمثلهم وتتحدث عنهم بكل ما فيها من طموحات وآمال وتفاصيل، ولهذا كان التفاعل معها بحجم الحدث فعلا وبشكل غير مسبوق، وهو ليس بمستغرب، فالتخطيط الجيد أول عناصر النجاح ونحن نعرف أن هذه الرؤية كما أعلن مهندسها الأمير محمد بن سلمان ستتبعها خطة تنفيذية وفق جدول زمني لتنفيذ المبادرات التي اشتملتها الرؤية الاقتصادية العريضة.
هاجس الكثير الآن كيف يمكن لنا أن نحقق النجاح في التنفيذ كما حققناه في التخطيط ورسم الرؤية، وهذا يتطلب من فريق العمل الذي أعد الرؤية بالنجاح والوضوح نفسه أن يرسم لنا معالم الطريق للخطة التنفيذية التي يفترض فيها أن تشمل كل الأجهزة التنفيذية في الدولة، وأن يحدد بوضوح دور كل جهة في تنفيذ ما يخصها وفق الجدول الزمني المحدد وتحت رقابة إعلامية ومجتمعية تحدد معايير ونسب الإنجاز والإخفاق.
أما الأمر الثاني: في نجاح الخطة فيعتمد على الدور المستقبلي الذي يلعبه "مركز قياس الأداء للأجهزة الحكومية" الذي يفترض فيه أن يحدد بوضوح الأجهزة التي تمكنت من تحقيق مؤشرات الأداء المطلوبة والأجهزة التي أخفقت ليعرف الجميع مكمن الخلل ومحاسبة غير المؤهلين للتعامل مع الرؤية الجديدة، وكذلك المعرقلين للتطوير والتغيير.
أما الأمر الثالث: فهو تعزيز مؤشرات الشفافية والنزاهة للأجهزة التنفيذية وربطها بالرؤية الجديدة بشكل واضح كمطلب حيوي وأساسي من مؤشرات النجاح والإنجاز، فلا يمكن العمل على هذه الخطط والمبادرات الطموحة دون بيئات شفافة ونزيهة وهذا تحد ضخم لا يقل عن التحديات الأخرى لكنه ليس مستحيلا متى ما كان العمل منسجما مع التخطيط المحكم والأداء العالي للتنفيذ، بل هي فرصة للارتقاء بمركزنا في منظومة الشفافية العالمية المرتبطة بالأداء والإنفاق.
أخيرا لن يحقق التخطيط وقياس الأداء والنزاهة النجاح في بيئات تشريعية مثقلة ومكبلة "بالبيروقراطية" العتيدة وهذا يتطلب تحرير القلاع الإدارية من الرتم البطيء والتعقيدات التراكمية التي استنزفت الوقت والجهد وضخمت دور المنتفعين دون مردود يذكر على التنمية.
لقد عشنا أياما حالمة مليئة بالتفاؤل وأظن أنه لا يمكن لنا بعد إعلان هذه الرؤية الرجوع للوراء، بل المضي قدما لتحقيق مكاسب وطنية اقتصادية.
وهذا تحد عظيم محفز للنجاح والعطاء والعمل ليل نهار من أجل وطن يستحق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي