رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


دمية تدمر حلب

أغلب ما نشاهده هذه الأيام عن الوضع في حلب يشبه أفلام هوليوود. كم هائل من الدمار وجثث تتساقط لا فرق فيها بين الطفل والأم والشيخ والعجوز. صور الدمار التي تنتشر عبر كل الأجهزة والقنوات تدل على مأساة تاريخية يعيشها الناس في هذه المدينة.
يقول النظام الفاشي المجرم أن التهدئة ليست من حق أهل حلب، وإنما من حق من ينتمون إلى النظام ويدينون بفكره وقضيته الفاسدة. كل القيم التي يتشدق بها السياسيون والحقوقيون إلى غياب بعد هذه الجرائم البشعة التي يمارسها النظام ومعاونوه من الروس والإيرانيين.
ادَّعوا أنهم خارجون من الشام فإذا بهم يصبون كل ما يملكون من القنابل والصواريخ والبراميل على شعب أعزل في مدينة كانت قلب التجارة في سورية.
يدعون أنهم بشر، فلا والله ما هذا بفعل ينتمي للبشرية أو الإنسانية أو الشرف. لا أعلم كيف ينام هؤلاء المجرمون وهم يعلمون أنهم دمروا مشفى لا يسكنه سوى المرضى والمصابون من فقراء البلاد الذين لم يبق لهم ملجأ أو مغارات أو مدخل بعد أن أقفلت دول العالم الحدود في وجوههم.
نشاهد اليوم الاستنكار تلو الآخر من كل من اعتلى منصة أو قدم إيجازا، لكننا نعلم أن الإنسانية تذبح، وأن القيم تنتهك، وأن المواثيق الدولية، والأعراف الدبلوماسية، والشرائع السماوية تكسر وتحطم على أيدي هؤلاء المجرمين. لا أعلم كيف يتوقع أحد من نظام بشار أن يكون إنسانيا، وكيف يتوقع ذو عقل أن يكون شركاء بشار أقل منه دموية وقتلا وتهجيرا وإفسادا في الأرض.
الغريب أن الكل كان يتوقع أن الهدوء قادم وأن هذا المجرم بدأ يفقد أصدقاءه الواحد تلو الآخر، لكننا تناسينا أن بشار رغم دمويته وإجرامه وفساده، لم يكن سوى أداة من أدوات تدمير الدولة السورية التي قررت إيران أنها للضم لحكم الملالي أقرب، وأن أهلها لا بد أن يخضعوا كما خضع غيرهم لكل فتوى خامنئية، فهي الحلقة الأخيرة في سلسلة الوصول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط.
قرار إيران هذا لم يكن ليرى النور لولا الاتفاق النووي الذي سمح لإيران أن تستعيد الكثير من الأموال وأن تصدر نفطها لتستخدم عوائده في تركيع مزيد من الدول العربية.. وغدا بحول الله مزيد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي