مختصون: إجازة الصيف الأطول في التاريخ .. وعلى «العمل» و«التعليم» التحرك للاستفادة منها
وضع عدد من المختصين في الشأن الاجتماعي، والأسري، وصفة دقيقة لكيفية الاستفادة من طاقات الطلاب والطالبات خلال إجازة العام، معتبرين إجازة الصيف مميزة واستثنائية، حيث ستستمر 118 يوما، أي نحو أربعة أشهر، ابتداء من 19 شعبان المقبل.
وشددوا لـ"الاقتصادية" على ضرورة تحرك وزارتي العمل، والتعليم، بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة، في توفير فرص للتدريب، والتأهيل، وتطوير الذات، والتوظيف، على اعتبار أن أيام الإجازة هذا العام تعد الأطول في تاريخ التعليم، على الأقل في الـ 25 عاما الماضية.
وقال خالد البيشي، المستشار والباحث الاجتماعي، إن الإجازة بالغة الضرورة، والأهمية لجميع فئات المجتمع، موظفين وطلاب، وعلى وجه الخصوص الطلاب من كلا الجنسين، إذ تبعث على التجديد لجميع الناس وبمختلف مستوياتهم.
وأشار إلى أن طلبة المدارس يمرون بمرحلة "السجن النفسي"، حيث يشعرون بأنهم مكبلون في قاعات الدرس، مبينا أن مدة الإجازة هذا العام حققت رقما قياسيا.
وطالب البيشي وزارة التعليم بالنظر إلى الإجازة بإيجابية إلى حد بعيد، لأنها تجدد الناحية النفسية للطالب، وتريح أسرته وتجعله متشوقا للدراسة مرة أخرى، كما أنها تعطي انطلاقة، وتفتح مناخات وآفاقا كثيرة للسفر أو الاطلاع أو السياحة أو تجديد العامل النفسي، وهذه الأمور تصب في مصلحة الطالب، وأسرته.
وأوضح أنه ينبغي أن تتحرك مؤسسات التعليم وتفتح دورات تدريبية مجانية، للطلاب والطالبات، لإغلاق ثغرة وقت الفراغ المهدر، أو جزء منه، التي تشكو منه الأسر السعودية، الذي يؤدي إلى السهر.
وأفاد بأنه على المدارس، والمراكز الأهلية، أن تفتح أبوابها دون رسوم لمساعدة الأسر، خاصة أن الشباب لديهم طاقات مهدرة، وينبغي أن تفرغ في شيء إيجابي، ومن يتحمل الأمر السلبي ؟!
من جهته، ذكر ناصر الثبيتي، المختص في الشأن الاجتماعي والأسري، أن الإجازة سلاح ذو حدين، ويجب أن يتم استثمارها، في البرامج النافعة، سواء في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، أو المراكز الصيفية، إضافة إلى أهمية أن تقوم المعاهد والشركات بفتح فرص التوظيف، خاصة أن صيف هذا العام يعد استثنائيا، ومميزا، فالأجواء جميلة، والإجازة طويلة.
وأكد أهمية مبادرة الشركات بفتح فرص التوظيف في هذا القطاع وغيره، وكذلك فرص التدريب والتأهيل، لافتا إلى أن وزارة العمل تقع عليها المسؤولية في ذلك للشباب والفتيات، وزيادة مراكز التدريب والتعليم في الحاسب الآلي، واللغة الإنجليزية، تمشيا مع الأعداد الكبيرة من الطلاب والطالبات، إضافة إلى برامج تطوير الذات عموما.
وبين أنه إذا لم تستثمر هذه الإجازة لتنمية الطلاب فإن الوقت سيضيع دون فائدة، وعلى الجهات المعنية، ووزارة التعليم الاستعداد من الآن.
وفي الجانب التربوي، قال محمد الثبيتي، وكيل إحدى المدارس الثانوية في محافظة الطائف، إنه ينبغي استثمار مثل هذه الإجازة في المراكز الصيفية، وتنمية مواهب الطلبة، وإيجاد سوق عمل جاذب، مطالبا الشركات بالتحرك وتقديم عروض وظيفية، وتدريبية.
وذكر صالح الغامدي، المختص بالتوجيه والإرشاد في تعليم جدة، أن الأسرة الواعية يجب أن تنظر إلى هذه الإجازة على أنها محطة راحة واستجمام لهؤلاء الأبناء بعد الجد والعمل.
وأشار إلى أن دور الأسرة كبير في استثمار الإجازة الصيفية، حيث يجب أن تشتمل على الهدف العام، والبرامج التي يتم وضعها للأبناء، والإعداد الجيد لهذه الإجازة، وإشراك الأبناء في قيادة الأسرة، إضافة إلى أن وسائل الترفيه يجب أن تكون على قدر الموارد المالية للأسرة، وتحصين الأبناء من الأجهزة الذكية، وغرس مراقبة الذات لديهم.
من جهته، قال فيصل الخديدي، المرشد الطلابي في إحدى مدارس محافظة الطائف، إن هذه الإجازة تعد أطول إجازة صيفية مقبلة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأسر سيعاني من جراء سهر أبنائها، فضلا عن وجود وقت فراغ طويل، ما يعد مفترق طرق خطيرا إذا لم تغط احتياجات الطلاب ببرامج تدريبية، يتم الاستعداد لها من الآن.
وشدد على ضرورة تفاعل الجميع في التوعية بأهمية استثمار الإجازة الصيفية، فيما يفيد، والتخطيط لمواجهة وقت الفراغ الطويل، مؤكدا أهمية تحرك الجهات ذات العلاقة في هذا الأمر، واحتواء طلاب وطالبات المدارس في برامج نوعية، تواجه خطر الطاقات المهدرة لهم.