رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


مكتبات تسعى إليك

كان ولا يزال الكتاب الوسيلة الأكثر شيوعا واستئثارا باهتمام محبي القراءة وناشريها رغم وجود البدائل الحديثة والمتطورة، ولكن يبقى لرائحة الورق عشق لا ينتهي، يجلو عن العقول غبار الجهل ويحملك إلى عوامل أخرى تجوبها بعقلك وجوارحك وأنت في مكانك!
شغف القراءة كان الدافع وراء إنشاء مكتبات غريبة وعجيبة من أغربها مكتبة متنقلة على ظهر حمار ـــ أجلكم الله ـــ ابتكرها مدرس ابتدائي كولومبي يدعى لويس سوريانو عام 1990 بـ 70 كتابا يحملها حماران ـــ أعزكم الله ـــ أطلق عليهما ألفا وبيتا، تجوب قرى ومناطق كولومبيا النائية من خلال طرق وعرة لتقدم الدعم والكتب للأطفال هناك ومحو الأمية!
ومثلها في كينيا ولكن بدل الحمير استخدموا الجمال لتحمّلها الجوع والعطش لنقل العلم والثقافة إلى المناطق الصحراوية المحرومة منهما وأطلقت القافلة دائرة المكتبات الوطنية في كينيا منذ عام 1985!
ولا تستغرب إذا زرت العاصمة الأرجنتينية عندما تشاهد دبابة ولكن من نوع آخر، عبارة عن سيارة قديمة قام الفنان والناشط السياسي راؤول ليمسوف عام 1979 بتعديلها وتحويلها إلى دبابة عسكرية تقتحم العقول وتحارب الجهل تجوب شوارع العاصمة وسماها "الهجوم بالعلم" وتحتوي على 900 كتاب.
وعلى غرار ماكينات المشروبات الغازية الآلية في الشوارع أنشئت (مكتبات آلية) توجد في أماكن متفرقة من العالم بدأت فكرتها عام 1930 وزاد انتشارها في السنوات القليلة الماضية في المولات ومحطات القطار والأوتوبيس والأماكن ذات التجمعات الكبيرة، حيث تضع ثمن الكتاب وتكتب اسمه فيخرج لك، وفي بعض البلدان تكون عبارة عن مكتبة للاستعارة فتضع المبلغ كتأمين وعندما تنتهي من قراءته تعيده وتسترد نقودك!
ولأن القراءة عبارة عن رحلة سفر تم إنشاء (المكتبة العائمة) عام 1973 على متن سفينة شعارها الأمل "لوجوس هوب" من قبل منظمة ألمانية خيرية، جابت السفينة أكثر من 42 دولة من أجل نشر المعرفة ومساعدة الشعوب. ومثلها القارب العائم في النرويج الذي يسافر إلى أكثر من 250 مجتمعا من المجتمعات الصغيرة في الجزر النرويجية كل عام بين شهري أيلول (سبتمبر) ونيسان (أبريل)، وعلى متنه نحو ستة آلاف مجلد من الكتب المتنوعة، وخلال فصل الصيف يتحول القارب إلى سفينة سياحية ترفيهية فاخرة!
أما محصل الأجرة البرازيلي أنطونيو فيريرا، قام بتحويل مكان صغير في الأتوبيس الذي يعمل به لمكتبة، تضم مجموعة صغيرة من الكتب، التي يُسمح للركاب باستعارتها وقراءتها أثناء الرحلة وإعادتها عند المغادرة. وبهذا الشكل تجد الكتاب معك أينما كنت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي