التعصب الرياضي .. وتعنيف الأطفال
في مباراة الأهلي والهلال الأخيرة التي على أثرها حقق الأول بطولة الدوري بعد غياب 33 عاما، ظهرت كثير من مقاطع الفرح والحزن التي لم تخل من العنف في بعضها، ولعل أكثرها تداولا هو مقطع لشخص يعنف طفلا يرتدي قميص النادي الأهلي، قبل أن يسأله "وش تشجع؟".
المقطع كان مؤلما للغاية وتعابير وجه الطفل وهو يتعرض للضرب على رأسه أكثر ألما، لدرجة أن وزارة الشؤون الاجتماعية بادرت مشكورة فور انتشار المقطع إلى المطالبة عبر حسابها في "تويتر" بالإبلاغ عن الطفل ووضعت رقما لاستقبال البلاغات في هذا الشأن.
كنا نسمع في السابق أن التعصب الرياضي يتسبب في عدم تزويج أحدهم للآخر، بسبب مخالفته الميول، أو أن يتم الطلاق بين زوجين بسبب خلاف رياضي، ونقول عن تلك الحالات "هم راشدون يزوجوا بعض أو يطلقوا بعض بكيفهم"، ولكن أن يصل الأمر لتعنيف الأطفال وضربهم والإضرار بهم من أجل فرح أو حزن ناتج عن مباراة كرة قدم فهنا أمر خطير يجب التوقف أمامه.
يجب أن يطول الشخص المعنِّف الذي ظهر في المقطع العقاب الشديد الرادع مهما كانت صلة القرابة التي تجمعه بالطفل حتى لو كان والده، يجب أن يعاقب بما هو أشد كي نجتث الاعتقاد السائد لدى البعض بأن الأب له كامل الحرية في فعل ما يشاء في أطفاله دون أن يحاسبه أحد أو يعاقبه.
في حادثة "معيض" الشهيرة التمسنا له العذر؛ لأن الأطفال مذنبون؛ ولأن الضرب لم يكن مؤذيا، على الرغم من عدم تأييدنا لأسلوب الضرب عند التأديب، ولكن في حادثة الطفل الأهلاوي لم يكن هناك خطأ وتأديب، بل تعد وإجرام وضرب على الوجه، وهو أمر نهى عنه الإسلام للدواب فما بالك بالبشر.
الجميع ممن تألم من المقطع وتأذى نفسيا بسببه يطالب بضرورة الإسراع في القبض على الجاني ومعاقبته والتشهير به ليكون عبرة لغيره من المجرمين ومنتهكي حقوق الأطفال ومعنفيهم.
أيضا لا نحتاج إلى مبادرات كالتي أعلن عنها رئيس النادي الأهلي الخلوق بضم الطفل إلى قائمة مكافآت البطولة، لأن هذا الأمر قد يدفع بعض الآباء أو أولياء الأمور من "ناقصي العقل" إلى تكرار الحدث طمعا في الربح المادي.