بيل جيتس و«تغير جوهري» في التمويل
ما الذي يمكن أن يشكل تغييرا جوهريا في بلوغ بعض أكثر الأهداف العالمية صعوبة كالقضاء على الفقر والجوع وضمان حصول كل طفل على تعليم جيد؟
جاء الملياردير الخير بيل جيتس إلى اجتماعات مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين للإجابة عن هذا السؤال خلال نقاش محفز للفكر حول كيفية تمويل التنمية من أجل إحداث أثر أكبر.
ويقول جيتس خلال لقاء بعنوان "رؤية جديدة لتمويل التنمية" تم بثه مباشرة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية على شبكة الإنترنت في اليوم الأخير من اجتماعات الربيع، "أعتقد أن أول شيء يجعل المرء يدرك أن عامل التغيير يحقق نجاحا هو أن التنمية ترتقي بحياة الناس وأن هذا الالتزام يجب أن يصمد.
إذا كان لدينا أفضل ما تبنته البلدان الأخرى بكافة مستوياتها من الدخل من نظم ضريبية وتعليمية ومن رعاية صحية أولية، فإن لعبة التنمية هذه ستمضي بسرعة فائقة".
كان جيتس ضمن لجنة من المتحدثين ضمت جستين جريننج وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية، وراجورام راجان محافظ البنك المركزي الهندي، وسيث تيركبر وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في غانا، وجيم يونج كيم رئيس مجموعة البنك الدولي.
وتطرقت المناقشات إلى كيفية تقليص مخاطر التنمية حتى يتحمس القطاع الخاص للاستثمار، والحاجة إلى نظم ضريبية قوية وشفافة، وتعميم الخدمات المالية، وسبل تمويل أهداف التنمية المستدامة، وقوة التجارة في الحد من الفقر.
جيتس سجل موقفا إيجابيا للمؤسسة الدولية للتنمية، وهي صندوق البنك الدولي المعني بمساعدة أشد البلدان فقرا، حيث ذكرها مرات عديدة أثناء المناقشات، وقال إن هذه المؤسسة تمثل "عنصرا مهما تماما" في عملية التنمية.
وتقدم المؤسسة منحا وقروضا دون فوائد لأفقر البلدان التي قلما تستخدم في البلدان متوسطة الدخل. وقد أقر البنك أخيرا تقديم تمويل ميسر للأردن، على سبيل المثال، لمساعدته على استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري، وهو تحرك يعتبره كثيرون خدمة عالمية عامة.
ويطرح كيم بقوله إن مثل هذا "التمويل الميسر" يمكن أن يساعد على تحقيق الأهداف الأكبر بتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الطاقة المتجددة بدلا من الفحم، على سبيل المثال، ومن ثم تخفيض تكلفتها.
"نحتاج إلى الدخول في هذا النقاش. ما أهم الأشياء التي نرغب في إنجازها؟ عندما نقترب، على سبيل المثال، من اجتثاث شلل الأطفال، فإننا لا نستطيع التخلي عنها لأن القواعد لن تسمح لنا بذلك". إن البلدان النامية، مثل غانا، تستفيد من المساعدات التي تمكن المشاريع التجارية من المضي قدما. وقال إن ضمانات مجموعة البنك الدولي ساعدت غانا على اجتذاب منتجي الكهرباء من القطاع الخاص والمضي قدما بمشروع للغاز الطبيعي الذي سيساعد على تلبية احتياجات البلاد من الطاقة. وقال تيركبر إن التصدي للمخاطر مهم للغاية، ومعه التطلع إلى فعل الأشياء بطرق غير تقليدية.
إن البلدان النامية في حاجة إلى تحسين قدرتها على تعبئة هذه الموارد، إلا أن المهمة تزداد صعوبة حينما "يودع عدد من أكثر الناس ثراء في بلداننا المال في أماكن يصعب استرداده منها. وأعتقد أن من الأهمية بمكان التأكد من بقاء أموالنا داخل الأوطان وليس خارجها".
وترى جريننج أن تمكين المرأة سيكون عنصر تغيير جوهريا في عملية التنمية. وأضافت أن "الولايات الأسرع نموا في الهند هي تلك التي يرتفع فيها معدل مشاركة المرأة في الاقتصاد". وقال كيم إن البلدان كثيرا ما تعزف عن الاستثمار في "الأشياء الناعمة"، مثل التغذية والتعليم الجيد، حتى لو كان النمو "الذي يمكن التعويل عليه، هو رأس المال البشري". فيما يرى المتحدثون أن العالم بشكل عام يمضي في الاتجاه الصحيح.