«أمطار الطائف»: سوء تخطيط للمشاريع.. وعزل قرى عن العالم

«أمطار الطائف»: سوء تخطيط للمشاريع.. وعزل قرى عن العالم

كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة الطائف، خلال الأسبوع الماضي، زيف تنفيذ الطرقات المُعبدة في عدد من أحياء المحافظة، ولا سيما الضواحي التي تقع في الجنوب منها.
وتسببت الأمطار في إيقاف العمل في المشاريع التنموية الأخرى بعد امتلاء حفريات تلك المشاريع بالمياه، إثر تأخر الشركات المُنفذة في إتمام المشاريع، وردم حفرياتها، كما تسبب سوء التخطيط في عزل عدد من القرى جنوب المحافظة عن العالم، بعد تعرضها لهطول أمطار غزيرة. وأبرزت "أمطار الطائف"، التي هطلت بغزارة خلال الأيام الماضية، بشكل غير مسبوق، ضعف المشاريع التي تم تنفيذها في قرى جنوب المحافظة، حيث نجم عن ذلك عزل عدد من القرى عن العالم، وأزالت السيول نحو 60 مزرعة على امتداد وادي مرفوض جنوب الطائف، وأعادت مواقعها إلى الوراء، لما قبل 60 سنة. ووفقاً لمعلومات حصلت "الاقتصادية" عليها، فإن بعض قرى جنوب الطائف تمر بها ثلاثة أودية، تحتم إنشاء جسر يسهم من خلاله عبور السكان عليه عند هطول الأمطار، إلا أن المشروع الذي تم تنفيذه عبارة عن طريق مُعبد، تكلفته المالية 11.8 مليون، ولا يتجاوز طوله 500 متر، وزاد الطين بلة أنه لم يستطع الصمود طويلا أمام قوة مياه السيول الجارفة. وفي الوقت الذي لم يرد فيه المهندس محمد المخرج، أمين الطائف، على اتصال "الاقتصادية" لسؤاله عن الأمر، قال لـ "الصحيفة" مصدر مطلع، "إن قرى وادي مرفوض، والقرى الأخرى الواقعة جنوب المحافظة، تعيش مأساة ليست بالجديدة، حيث إنها مُتجددة في كل عام، أثناء هطول الأمطار"، مُشيراً إلى وجود احتجازات، وانقطاع للكهرباء، وعزل للمساكن المأهولة عن العالم، وبالتالي انتظارهم الطعام ومقومات الحياة الأخرى على مدى عدة أيام.
وأكد أن ما يجري الآن للسكان في جنوب الطائف مشابه لما حدث قبل أقل من عامين، حيث عاشت هذه القرى العزلة التامة، وتعذر وصول المساعدات إليها، إلا عن طريق الطيران العمودي.
ولفت إلى أن السيول اقتلعت أيضاً الآبار المبنية من الخرسانة، موضحا أن تلك القرى تعيش حاليا ذات الكارثة، وبدرجة أكبر، إذ إن المزارع أصبحت أثراً بعد عين، ولم يتبق منها سوى أعجاز نخل خاوية، وآبار مطمورة بالية، كما أن انقطاع الكهرباء والاتصالات زاد من حجم، وفداحة المأساة.
وبين أن قرى جنوب الطائف تقع على تلال صخرية، تحيط بها الأودية من جميع الاتجاهات، ويتعذر الوصول إليها في حال جريان الأودية إلا عن طريق الجو، الأمر الذي دفع الأهالي قبل عامين إلى المطالبة بإنشاء جسر يمكنهم من العبور أثناء جريان السيول، إلا أن أمانة الطائف لم تقيم حاجة هذه القرى بالشكل الصحيح، حيث أنشأت طريقا إسفلتيا بتكلفة مالية قدرها 11.8 مليون ريال لا يتجاوز طوله 500 متر، لم يلبث صموده سوى دقائق معدودة أمام السيول الجارفة.

الأكثر قراءة