رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الهلال بين الأهلي واللقب

رغبة الأهلي في كتابة الحدث بحبر مختلف لونه لا يشابه ما مضى، وحروف مغايرة لا تعطي معنى الحسرة الذي لازم محبي الراقي سنوات وسنوات في سباق كأس الدوري أكثر من 30 عاما مضت، الحلم قريب صبر ساعة وينال الجميع المبتغى والمراد أعلنوا المكافآت بمبالغ كأنها المطر يمسح جفاف تلك السنين الماضية؟
تيسير الجاسم ورفاقه يدركون أنهم صانعو تاريخ جديد هذه الليلة والفعل المبهج يبدأ قوة العزيمة والإصرار بتحقيق نقاط المباراة التي هي بمنزلة إعلان البطولة، يريدونها في الجوهرة لتزدان الجوهرة ومدينة جدة بفوزهم لن ينتظروا ما تبقى من مباريات المسابقة، بالفوز به تكتمل الصورة ولن يعجزهم البحث عن الإطار المناسب لها بعد ذلك.
لن يكون الأهلي هذه الليلة سوى الحسم والحزم فقد تضيع الفرصة وتتبخر الأحلام والجيل الذي يعلقون عليه الآمال يدرك أنهم في المنعطف الأخير ولن يتكرر السيناريو مرة أخرى فقد لا يكون القادم حلوا كما الحاضر الباهي .. الزاهي لهم، يريدون أن يشربوا بأيديهم لأن من شرب من كف غيره ما روي، هذه هي قصة المعسكر الأهلاوي تحفيز وطموح، ذكريات ورجاء، بطولة أغلى من كل شيء يريدونه قد ينفرط العقد حين يتبخر الحلم ويذهب الجهد هباء ... سيتماسكون قدر المستطاع لأن الحسابات لمصلحتهم ولكن كرة القدم العامل النفسي فيها مهم جدا ومن يخسر مرة قد ينكسر أبدا فلا مجال للدخول في النفق الضيق من جديد.
الهلال بين لعل وما هو ممكن يتجاذب مسيروه ومحبوه أطراف الحديث، غير أن الشأن الآسيوي حاضر دائما في الوقت غير المناسب فهو يتعبهم خارجيا ويلقي بظلاله على منافساتهم في الداخل فلا هم وصلوا للمبتغى ولا هم سلموا من آثاره السيئة على نجومهم.
ناصر الشمراني ما زال يمثل لغزا حير المتابعين فالمهاجم القوي والنشط يغيب لتحضر المشاكل بديلا عنه، المدرب له قناعات خاصة، فياسر القحطاني ويوسف السالم يرى فيهما البديل الناجح والقادر على تعويض قوة الغائب الحاضر بجانب ألميدا، قناعات متضادة جعلت الفريق في دوامة لا يكاد يخرج منها، والأهم متى يعود الزعيم قويا كما كان، ولأنهم شديدو المراس لا تنكسر قناتهم بيسر وسهولة فلهم مواقف يتشهدون بها ويرون من خلالها أن البطولة بحوزتهم ولن تذهب لسواهم فهم قد فعلوها أمام الاتحاد وسط ظروف مشابهة وبهدف حافظوا عليه حتى النهاية، يملكون الجماهير المحفزة، والعمل الإداري القوي، غير أن المنافسين عرفوا السر فسابقوهم نحو المنصات، يبدو القلق كبيرا بأن كأس دوري خادم الحرمين قد تذهب هذا الموسم أيضا فيواصل الهلال غيابه الكبير عن البطولة المحببة له، التي طالما كانت له مطاوعة ووفق بنانه فلماذا شح الزمن ولم تعد صورته كما الأيام الخوالي، فتشوا عن السبب فلربما تجدون الجواب في الفريق الأولمبي للزعيم.
السباق في مسافاته الأخيرة يحتاج إلى إعداد نفسي كبير فالنصر كاد يخسر موسمين متتاليين اللقب بسبب الثقة الزائدة والضغط الكبير على لاعبيه، فخسر من الهلال وخسر العام الماضي من الأهلي، فرجل الإدارة في الفريقين له دور مؤثر وحاضر في ليلة البطولة، فلمن تكون الغلبة، غير أنه مهما تكن النتيجة فالجماهير موعودة بلقاء ليس كسواه فالعطاء الفني سيكون حاضرا بتميز مدربي الفريقين اللذين شكلا كوكبة من النجوم أسهمت بتفوقهما في الدوري وبقية المسابقات، فالمتعة ستكون حاضرة والروح العالية الراقية سيكون لها موعد وعنوان، فلنبارك للفائز ونقول لمن لم يحالفه التوفيق ببلوغ مراده للمجد بقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي