خطيب الحرم المكي يحذّر من الخطأ في «غراس الجنة»

خطيب الحرم المكي يحذّر من الخطأ في 
«غراس الجنة»

قال الشيخ الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الغرس الحقيقي، ما يستحضر للدار الآخرة، حيث إنه غراس لا يمكن أن يتصوره أحد مهما أوتي من قوة الخيال والتخيل ولا يمكن أن يحيط بشيء لا في يقظة ولا في منام، إنها غراس الجنة وهي «لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، من المسجد الحرام:" عجبا لمن يقنط ولديه لا حول ولا قوة إلا بالله وعجبا لمن يقلق ولديه لا حول ولا قوة إلا بالله وعجبا لمن استثقل شيئا أو استبطأه وعنده لا حول ولا قوة إلا بالله".
وبين أن هناك أقواما يخطئون مع هذه الكلمة العظيمة خطأين بينين، أولهما أنهم يجعلون هذه الكلمة تقال في المصائب والمحن التي ينبغي أن يقال فيها (إنا لله وإنا إليه راجعون)، وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص من موضع إيرادها، حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله، كلمة استعانة لا كلمة استرجاع وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع ويقولها جزعا لا صبرا وأما الخطأ الآخر فهو إهمال بعضهم وتساهلهم في نطقها إما جهلا أو كسلا فيقولون لا حول الله وفي هذا إخلال كما لا يخفى حيث لا تحمل إلا معنى النفي فحسب، وهذا خطأ ظاهر فالكلمة نفي وإثبات.
وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ عبد الباري الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي عن محبة الله.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، محبة الله من لوازم الإيمان ولا يتم التوحيد حتى تكتمل محبة العبد لربه والمحبة لاتحد بحد أوضح منها ولا توصف بوصف أظهر من المحبة وليس هناك شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده الذي لا تصلح الألوهية والعبودية والذل والخضوع والمحبة التامة إلا له سبحانه، ومحبة الرب سبحانه شأنها غير الشأن فإنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها وفاطرها فهو وليها ومعبودها وليها وربها ومدبرها ورازقها ومميتها، فمحبته نعيم النفوس وحياة الأرواح وسرور النفس وقوت القلوب ونور العقول، فليس عند القلوب السليمة أجمل ولا أطيب من محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه.
وأوضح أن حقيقة المحبة أن تهب حبك من أحببته حتى لا يبقى لك منه شيء، وتسبق محبة الله جميع المحاب وتغلبها وتكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة، التي بها سعادة العبد وفلاحه، مشيرا إلى أن المحبين يتفاوتون في قدر المحبة، لأن الله عز وجل وصف المؤمنين بشدة الحب له فقال تعالى (والذين آمنوا أشد حبا لله)، وهذا دليل على تفاوتهم في المحبة.
وقال الشيخ الثبيتي إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من لازم محبة الله فمن أحب الله وأطاعه أحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن علامة محبة الله محبة أهل طاعته وموالاة أوليائه، وكلما قويت محبة العبد لله في قلبه قويت هذه الأعمال.
وعدد الأسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل ومنها معرفة نعم الله على عبادة التي لا تعد ولا تحصى، مشيرا إلى أن أعظم الأسباب الجالبة لمحبة الله معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله فمن عرف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه، ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه الله أسكنه في جواره، ومن أسكنه الله في جواره، فطوبى له وهنيئا له.

الأكثر قراءة