حفلات وقروض للطلاق

"ضل راقل ولا ضل حيطة"، مثل مصري قديم انتشر في البلاد العربية وآمن به كثيرون وأصبح "عرفا وعادة" لدى أغلب النساء، والمثل يعني أن ظل الرجل مهما قسا وتجبر وعنف وضرب وشتم أفضل من ظل "الجدار" أي أن بقاء المرأة في كنف زوجها أفضل وبمراحل من طلاقها.
هذا المثل يتوافق لا شك مع جيل ما قبل 50 عاما أو تزيد، خاصة أن المرأة في ذلك الوقت لم تكن فرص العمل أمامها كما الآن بل كانت معدومة، وكان الاحتياج إلى الرجل مهما حتى إن لم يكن زوجا مثاليا وعطوفا فالمرأة تتعامل معه إن قفز على مقومات الزوج كبطاقة صراف آلي، ولا ترغب في التخلص منه وتسعى لأن تجعل منها ذخرا للأيام البيض والسود أيضا ولو "صبحها ومساها بالعصا".
في جيلنا الحالي تمردت المرأة كثيرا على الرجل ولم تعد تهتم كما في السابق بالارتباط به والاستمرار معه خاصة عندما يكون سيئ الخلق والمعشر ومن النوع "المؤذي" الذي ينغص على المرأة حياتها ويجعل منها جحيما لا يطاق.
حفلات الطلاق انتشرت كثيرا في المجتمع السعودي فالمرأة عند "الطلاق" لم تعد تركن للحزن كما في السابق، بل هي الآن تحتفل عند التخلص من الرجل وهي رسالة لجميع الرجال تقول: إن المرأة تغيرت كثيرا ولم تعد تأبه بسيئ الخلق والمعشر وإن زمن "ضل راجل ولا ضل حيطة" ولى إلى غير رجعة ولم تعد المرأة تحرص كثيرا إلا على ظل الرجل المثالي القادر معها على إحداث شراكة منزلية تسهم في السكون وراحة البال للطرفين والأبناء أيضا.
الآن في بعض الدول الغربية ثمة تقليعة جديدة تسمى بـ"قرض الطلاق"، وهي منتج جديد تمنحه المصارف لمن يرغب في الانفصال عن شريكه وهو قرض لتغطية تكاليف الطلاق من أتعاب المحامين وخلافه.
هذا المنتج لن أستغرب أن نراه لدينا ولو كان بمسمى آخر لأنه لا أحد يدفع ويحث إلى "أبغض الحلال عند الله" ألا وهو الطلاق، وربما نجد تقليعات أخرى محلية كما في حفلات الطلاق التي انتشرت أخيرا.
طبعا لا ندعو للطلاق ولكن على الرجال والنساء أن يعلموا جيدا أنه لا أحد الآن يقبل بالعيش مع "سيئ المعشر" أيا كان جنسه، ولم يعد الطلاق أمرا معيبا للطرفين ولم يعد أحد يصبر على أحد في سبيل راحته وحياته، فعلى الزوج أو الزوجة تقديم المودة والاحترام والمحبة للطرف الآخر، وإلا فالتخلص من الآخر أسهل الحلول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي