الجامعة الإسلامية تتنفس الرياضة
تأسست الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سنة 1381هـ، في عهد الملك سعود - يرحمه الله - وكانت الغاية من إنشائها كما تقول رؤية ورسالة الجامعة، أنها مؤسسة تعليمية سعودية عالمية الرسالة، تعنى بالتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع في العلوم الشرعية والعربية وسائر العلوم، بمعايير وتقنيات عالمية ومخرجات عالية الجودة، وتسهم في نشر رسالة الإسلام الخالدة من مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخدمة المجتمع المحلي والعالمي، فباتت ملتقى لعدد من الحضارات والثقافات المختلفة، يحملها وجدان ومكتسبات وخبرات طلاب قدموا من كل أصقاع الأرض، يدرسون ويتعلمون في مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعد ممارسة الرياضة والتنافس فيها إحدى وسائل الترفيه والتربية التي ينصهر الجميع من خلالها، فتذوب الفروق وتتحد الغايات، وتكون متنفساً من عناء البحث والتعب ووسيلة لطرد الملل أحياناً أخرى، وهذا مشاهد من خلال الملاعب المنتشرة والتي تم تجهيزها بشكل مناسب وإضاءتها لكي تستوعب كل الراغبين، وتعطي فسحة في اختيار الوقت المناسب، ولقد سعت إدارة الجامعة لتجعل من النشاط الرياضي معيناً ووسيلة تساعدها في هذه الغاية، فبادرت بإنشاء مدينة أولمبية داخل الحرم الجامعي تقع على مساحة 6500 متر مربع، تضم مسبحا أوليمبياً ومسبحاً رديفاً، وملاعب كرة طائرة وسلة ومدرجات للجمهور، وغرف تبديل ملابس اللاعبين وغرفا للإداريين، كما تم توقيع عقد المرحلة الثانية التي تتضمن مشروع بناء استاد رياضي، وتم الأخذ بعين الاعتبار في التصميم أحدث ما أقره الاتحاد الدولي “الفيفا” من اشتراطات أوليمبية عالمية ونظم إلكترونية حديثة، لم تكن هذه اللفتة واللبنة الوحيدة في البناء الرياضي والاهتمام بها داخل الرواق الجامعي، فأتت مبادرة مدير الجامعة المكلف الذي وجه بتشكيل إدارة مستقلة للنشاط الرياضي ترتبط مباشرة به، ووجه بتسخير كافة الإمكانيات من أجل تحقيق المستوى اللائق بمكانة الجامعة وعالميتها، فكان إنجاز فريق كرة السلة في الجامعة وتحقيقه بطولة الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية إثر فوزه في المباراة النهائية على جامعة الملك سعود، كما كان من فعاليات مهرجان الثقافات والشعوب الخامس الذي تنظمه عمادة شؤون بطولة كرة القدم بين المشاركين في المهرجان أطلق عليها بطولة كأس العالم في الجامعة الإسلامية، وبعيدا عن الحديث عن فوائد ممارسة الرياضة للطالب الجامعي ومدى الحرص على المتابعة والمنافسة فيها فهي تعكس ثقافات وتواصلا بين هؤلاء الطلاب والمجتمع من حولهم وبالتالي قدرتهم على نقل ثقافاتهم وما يحملونه من فكر، وحمل صورة جميلة يتعرفون من خلالها على شعور المحب لهم من خلال التواصل مع طلاب الجامعات الأخرى، وهي مكملة لرسالة الجامعة التي تتيح لهم بذلك فرصة أخرى لنافذة يتعرفون من خلالها على هذه البلاد، وعلى رعايتها للإسلام والمسلمين، من خلال المشاركة والحديث مع طلاب من مناطق السعودية عموما، تفعل الجامعة هذا في ظل تنامي الطلاب الوافدين في جل جامعات المملكة، وباتوا يشكلون جزءا مهما من المكون الطلابي، فالرسالة الحضارية المعرفية للجامعات السعودية باتت تشكل حجر زاوية وركنا صلبا في عملها يضاف إلى الجانب المعرفي والثقافي الذي ترغب في أن تنجح في تمنيته وتطويرة وإخراج الكوادر المميزة في هذا الجانب، فهل نرى تفعيلا ودورا أكبر للجانب التنافسي في تقديم صورة المجتمع السعودي من خلال طلاب المنح، كسفراء سيعودون إلى بلادهم ينقلون ويحكون ما عاشوه هنا، خلال سنوات دراستهم.