الملك .. في قلوب المصريين
يقول الزعيم المصري الراحل أنور السادات في مذكراته "البحث عن الذات": كنت في الطريق إلى قمة الخرطوم بصحبة الرئيس جمال عبدالناصر التي أعقبت نكسة 67.. كان أكثر ما يشغل بال عبدالناصر هو شماتة العرب الذين ناصبهم العداء، وفي القمة أبدى رؤساء العرب دعمهم وتأييدهم لمصر وفي مقدمتهم الملك فيصل بن عبدالعزيز حيث كان أكثر الداعمين لمصر وأهلها.
وفي المقابل لا ينسى السعوديون مواقف المصريين معهم عند الشدائد، ففي عام 1990 إبان الغزو العراقي للكويت وتهديده للأراضي السعودية لم يتأخر المصريون حكومة وشعبا عن نصرة إخوانهم السعوديين في تلك الأزمة، وكان الجندي المصري أو من وطأت قدماه الأرض السعودية يدافع عنها كبلده تماما وقدموا أبناءهم قبل إمكاناتهم دفاعا عن أشقائهم.
العلاقة السعودية المصرية على مدى تاريخ البلدين لا تقوم على المصالح، ولم تسيرها في يوم الدبلوماسية "الكاذبة"، علاقتهم علاقة أخوة ومصير مشترك، ومن هنا لا نستغرب الحب الذي حف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الحكومة والشعب المصري في زيارته الحالية للشقيقة الكبرى مصر.
في زيارة المليك لمصر نشرت الصحف المصرية صورة للملك سلمان بالزي العسكري، وتعود الصورة إلى تاريخ 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، قدم الملك سلمان في تلك الفترة بصحبة شقيقيه الملك فهد -رحمه الله- والأمير تركي للدفاع عن مصر، قدم لمصر واضعا روحه على كفه.. وأكدت الصحف المصرية أن من غامر بروحه من أجل مصر لن يستغرب منه أن ينصرها بمواقفه.
ملك الحزم في قلوب المصريين.. بهذا العنوان قابلت إحدى الصحف المصرية زيارة الملك، وفي بيان الرئاسة المصرية أكدت أن مصر حكومة وشعبا لن ينسوا مواقف خادم الحرمين الشريفين المشرفة في قضايا بلادهم كافة.
لا نشك أبدا في حب المصريين لنا ولبلادنا، وهم أيضا لا يشكون في حب السعوديين لهم ولبلادهم، وعلاقة السعودية بمصر راسخة منذ القدم ولا يمكن أن يهزها قلم "حاقد" من هنا أو هناك، وما زيارة الملك الحالية لمصر إلا تجديد للعهد والوعد "نحن شعب واحد وبلد واحد ويجمعنا مصير واحد".