رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سلام من دارين

جزيرة تاروت في المنطقة الشرقية، بقعة اختزلت حضارات كثيرة، واكتنزت دروسا وحكايات وعبرا. وما زالت هذه الجزيرة تقدم دروسا عظيمة لنا وللآخرين من حولنا.
إذ يتلاقى في هذه الجزيرة الطيف المحلي بلونيه من خلال ملحمة عبقرية صاغها إنسان هذه الأرض، الذي ارتقى فوق التفاصيل، وحافظ على المكون والرابط الثري في نموذج يقف بمنتهى السمو، ضد كل صور القسمة والضرب والطرح التي يبحث عنها من يريد أن يتسيد السوء والشقاق ــ لا سمح الله في المجتمع.
في قرية دارين، كانت الصور تتهادى حاملة جانبا من جوانب هذه الصيغة التي تستحضر الماضي التليد، حيث عبرت من الجزيرة حضارة الفينيقيين وأمجاد دلمون وغيرهما من الأحداث التي شهدتها هذه البقعة قبل وبعد بزوغ الإسلام مرورا بإيقاعات المد العثماني والبرتغالي، وانتهاء باتصال حبات عقد اللآلئ السعودية في وحدة مباركة أفضت إلى أمن وخير ونماء على يد الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه.
كنت محظوظا إذ رافقت كُتَّاب الصحافة المحلية إلى دارين فور انتهاء الملتقى الثاني للكتاب، الذي نظمه ودعا إليه نادي المنطقة الشرقية الأدبي. كانت خاتمة رائعة للملتقى تلك الدعوة الجميلة من أهل دارين الطيبين .. لم تستغرق الرحلة وقتا طويلا. لكنها اختزلت في وقت قصير، حكايات عن صيد اللؤلؤ وسواها من قصص البحر الشرقي وذاكرة أهله عن الماضي.
وأعطت لمحة عن تاريخها الثري وامتداد الفعل الحضاري فيها، ابتداء من حضارة الفينيقيين الذين كان لهم بصمة في هذه الجزيرة، وانتهاء بالحضارة الإسلامية الزاهية.
دارين بناسها الذين تتضوع منهم الطيبة والكرم والبساطة، تقدم صورة من الصور التي تكتنزها الجزيرة، التي تفخر بكل مكوناتها وقراها الشقيقة لدارين، وتباهي بانتصارها للوطن وعدم ارتهانها للتحديات التي تريد التأثير على السلم الاجتماعي.
عندما تتجه صوب دارين، تأخذك الدروب الجميلة في رحلة من الدمام باتجاه القطيف وهناك تتلاقى الدروب الأجمل مع إيقاعات الحضارة وبصمات التاريخ التي تشاهدها، واللوحات الشعبية المحلية، التي تعكس من خلال نغماتها جزء من الموروث الثري الذي تتمتع به المنطقة باعتبارها مكونا من مكونات موروث الخليج والجزيرة العربية بأكملها.
ليس غريبا أن نحب تاروت والقطيف والدمام والخبر والظهران، فهي كما ذكرت آنفا، جزء من ألوان طيفنا الوطني الجميل في الوسط والشمال والجنوب والغرب.
حفظ الله هذا الوطن من المتربصين به.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي