رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


السعودية ومصر .. ملفات استراتيجية وحيوية

تتوجه الأنظار نحو القاهرة، إذ يزور الملك سلمان بن عبدالعزيز حاليا مصر، وهي الزيارة الرسمية الأولى منذ توليه مقاليد الحكم. ولا شك أنها زيارة حيوية ومهمة بكل المقاييس الثنائية على مستوى البلدين سياسيا واقتصاديا، والإقليمية على مستوى ملفات المنطقة، إذ تتزامن الزيارة والمنطقة تواجه تحدياتها الأكبر، وهو ما يؤكد أهمية التعاون والتنسيق المشترك. وكما للزيارة رسائلها فلها أيضا مضامينها الاستراتيجية البالغة الأهمية. لدى السعودية رؤيتها الاستراتيجية الخاصة الواضحة والجسورة والقيادية في المنطقة رغم كل التحديات. ولا شك أن توافق الرؤى حول هذه الاستراتيجية بين الدول العربية شأن حيوي، ومصر هي الجناح الآخر الذي تستقيم به شؤون المنطقة، هي المنطقة التي تعيش مرحلة حساسة من خلخلة التوازن بعد سنوات عجاف مما سمي بثورات الربيع العربي، هذه الخلخلة التي عاشتها المنطقة والحروب والانهيارات في دول عربية مهمة قدمت ثغرات لقوى إقليمية كإيران للتدخل والهيمنة وفرض أجنداتها التوسعية، من خلال فرض وجودها في الدول العربية بالتمويل والميليشيات، إضافة إلى حرف القرارات السيادية لبعض الدول العربية لمصلحتها. ‬‬‬‬‬‬‬‬
لا أقول جديدا إن قلت إن العلاقات السعودية المصرية لها خصوصيتها السياسية والاقتصادية والشعبية تاريخيا.‬ وإبان الثورة المصرية وما بعدها، كان للسعودية أيضا موقفها التاريخي بدعمها مصر، وكان موقفها بمنزلة قرار مفصلي في تاريخ المنطقة.‬ فمصر هي العمق العربي، وعلاقتها بالسعودية علاقة تكاملية لتعزيز قوة وأمن المنطقة العربية، ولا سيما في الوقت الراهن. السعودية ومصر محورا التفاعلات الإقليمية في المنطقة العربية، الأمر الذي يشير بوضوح إلى صعوبة معالجة قضايا المنطقة دون دور أي منهما. ولا يمكن للرياض الاستغناء عن القاهرة، ولا للقاهرة أن تستغني عن الرياض بطبيعة الحال. ‬‬‬‬‬‬‬‬
تأتي هذه الزيارة في توقيت يسبق قمة منظمة التعاون الإسلامي، وهي القمة التي من المفترض أن تنعقد منتصف الشهر الحالي في تركيا، والأخيرة تعيش علاقات متوترة مع مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر، ولربما يكون المؤتمر فرصة سانحة تكون فيه السعودية حلقة وصل في حل الخلاف، للدفع تجاه تفعيل العمل السياسي المشترك في المنطقة. إيجاد تفاهم سعودي مصري تركي سيعزز مركز الثقل الأهم في المنطقة ويملأ الفراغ، بعد تراجع دول عربية مهمة مشغولة بحروبها وأوضاعها السياسية المتردية، وبعد تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.. وقد سبق و‬استطاعت السعودية أخيرا جمع تركيا ومصر في مناورات رعد الشمال في حفر الباطن بين دول عربية وإسلامية. السعودية كعادتها تعتمد في سياستها الخارجية ودورها الإقليمي على المصلحة السياسية الوطنية والعربية على حد سواء، وموقعها المهم كثقل عربي في المنطقة يسمح لها بذلك. ولأن جهود تسوية الأزمتين السورية واليمنية بشكل خاص وإنهاء الحرب الأهلية والأمن الإقليمي ومواجهة أطماع إيران، وغير ذلك من الملفات تحظى باهتمامات الدولتين، فثمة فرص كبيرة قادمة ومأمولة من القطبين العربيين؛ السعودية ومصر.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي