«الصحة العالمية» لـ"الاقتصادية" : 15 % نسبة الإصابات بالسكري في السعودية

«الصحة العالمية» لـ"الاقتصادية" : 15 % نسبة الإصابات بالسكري في السعودية

أكد لـ "الاقتصادية" الدكتور سلامة سليم المسؤول الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط، أن نسبة المصابين بمرض السكري في السعودية بمختلف أنواع المرض 15.2 في المائة من مجموع السكان.
وقال بمناسبة يوم الصحة العالمي 2016 الذي يقام هذا العام تحت شعار "أوقفوا جائحة السكري"، إن عدد الأشخاص المتعايشين مع داء السكري تزايد أربعة أضعاف منذ عام 1980، حيث وصل عددهم إلى 422 مليون شخص من البالغين، الذين يعيش معظمهم في البلدان النامية، مشيرا إلى أن العوامل المؤدية إلى هذا الارتفاع الكبير تشمل زيادة الوزن والسمنة.
وشدد على أن الإحصائيات في المملكة حديثة، وتعود إلى مسح ميداني تم إجراؤه من الجهات الصحية السعودية خلال عام 2013، إذ إن البيانات والأرقام الصحية عن الأمراض لا تتم سنويا، بل كل خمس سنوات حسب نظام منظمة الصحية العالمية، مبينا أن هذا المسح تم من خلال عشرة آلاف أسرة لأفراد تتراوح أعمارهم حول 15 عاما.
وأفاد بأن مرض السكري يمثل 5 في المائة من إجمالي الوفيات من الأمراض الرئيسة المعروفة في السعودية، والسرطان 10 في المائة، بينما أمراض القلب 46 في المائة، وأمراض التنفسية 8 في المائة، و13 في المائة الأمراض السارية من الأم وقبل الولادة وسوء التغذية، و9 في المائة الإصابات الجراحية، و14 في المائة الأمراض الأخرى المعروفة المنتشرة.
وأوضح أن إصابات السكري تأتي بين السعوديين نتيجة انتشار هائل لأمراض قابلة للتحول إلى مرض السكري مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم وقلة النشاط البدني.
وبين أن السعودية تشارك في الوقت الراهن في الإصلاح الحكومي عبر القنوات الرئيسة التي تهدف إلى تعزيز الإنجازات للاقتصاد الوطني، وإطلاق سلسلة من التدابير الاقتصادية للحد من الاعتماد على النفط، كما أن هناك مراجعة لأداء جميع الوزارات وخططها التنموية بما في ذلك قطاع الصحة، وذلك من أجل إصلاح نظام الرعاية الصحية الأولية، وتعد واحدة من العناصر المهمة في جدول الأعمال الصحية، إضافة إلى إعادة توجيه الخدمات الصحية للكشف المبكر لأمراض، ومنها مرض السكري وغيرها من الأمراض غير المعدية. من جهتها، قالت الدكتورة مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية "إذا أردنا تحقيق أي تقدم في وقف الارتفاع الحاصل في داء السكري، فيتعين علينا إعادة التفكير في حياتنا اليومية، وأن نأكل بشكل صحي، ونمارس النشاط البدني، ونتفادى الزيادة المفرطة في الوزن".
وأكدت أنه حتى في أفقر البيئات، يجب على الحكومات أن تتأكد من قدرة الناس على اتخاذ هذه الخيارات الصحية، ومن قدرة النظم الصحية على تشخيص المصابين بداء السكري وعلاجهم.
وأشار تقرير رسمي صدر من منظمة الصحة العالمية أمس إلى تزايد عدد المتعايشين مع داء السكري ومعدل انتشاره في جميع أقاليم العالم، ففي عام 2014، بلغ عدد المصابين بداء السكري 422 مليون من البالغين، (8.5 في المائة من عدد السكان) مقارنة بنحو 108 ملايين (4.7 في المائة) في عام 1980.
وأوضح أنه في عام 2014، كان هناك أكثر من شخص من بين كل ثلاثة بالغين فوق سن 18 يعانون زيادة الوزن، وأكثر من واحد من كل عشرة يعانون السمنة المفرطة. وذكر التقرير أن داء السكري أفضى إلى 1.5 مليون حالة وفاة في عام 2012، وأدى ارتفاع الجلوكوز في الدم عن المستويات المثلى إلى 2.2 مليون حالة وفاة إضافية، من جراء زيادة مخاطر الأمراض القلبية الوعائية وغيرها. من جانبه، قال الدكتور أوليج شستنوف المدير العام المساعد في منظمة الصحة العالمية والمعني بالأمراض غير السارية والصحة النفسية إن عديدا من حالات السكري يمكن الوقاية منها، وأن هناك تدابير لاكتشاف الأمراض وعلاجها، لتحسين احتمالات تمتع الأشخاص الذين يعانون داء السكري بحياة مديدة وصحية". ورأى أن التغيير يعتمد إلى حد كبير على بذل الحكومات لمزيد من الجهد، بما في ذلك من خلال تنفيذ الالتزامات العالمية المتعلقة بعلاج داء السكري وغيره من الأمراض غير السارية، موضحا أن ذلك يشمل تحقيق الغاية 4.3 (الهدف الثالث) من أهداف التنمية المستدامة، التي تدعو إلى الحد من الوفيات المبكرة قبل الأوان الناجمة عن الأمراض غير السارية، بما فيها داء السكري، بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030. وبين أن الحكومات التزمت بتحقيق أربعة التزامات وطنية محددة زمنيا، جاءت في الوثيقة الختامية للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية، وتحقيق الغايات العالمية التسع المنصوص عليها في خطة العمل العالمية للمنظمة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، التي تشمل وقف الارتفاع في حالات السكري والسمنة، كما تبذل الجهود على الصعيد العالمي لجعل الأدوية، بما فيها أدوية الأمراض غير السارية، أكثر توافراً وميسورة الكلفة.

الأكثر قراءة