رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سعودة السوق

يشتهر كل فترة نشاط تجاري معين، فينطلق المستثمرون نحو المشاركة فيه بحثا عن الكسب السريع. طبعا الشرط الآخر هو المريح، فالمستثمر لا يبحث عادة عن خلفيات النشاط وتاريخه واحتمالات نجاحه من عدمها. البحث عن الكسب السريع هو الهاجس حتى في البرامج الشبابية التي تبث هذه الأيام على مختلف القنوات بادعاء تعظيم الفرص الربحية وتحقيق ما لم تحققه برامج أخرى على قنوات تبعد بضعة أمتار عن بعضها.
نشاط القنوات الفضائية كان لفترة المبتغى الأقرب لقلوب وجيوب كثيرين، لدرجة أنهم يدخلون النشاط ويجربون مجموعة من الاهتمامات حتى يصلوا لمبتغاهم المالي أو النفسي، أو يلملموا خسائرهم ويغادروا، فاتحين المجال لضحايا آخرين.
آخر ما شاهدت في برنامج شبابي هو الدعوة لإلغاء دراسات الجدوى التي ينصح بها أغلب من عملوا في الاستثمار وتدعو إلى تنفيذها مراكز الأبحاث وحتى جمعيات الدعم الاجتماعي والمالي للمستثمر الصغير أو المبتدئ. عذر القائل هو أن الأنشطة كلها ناجحة شرط أن يتبع المستثمر الصغير الخطوات التي حددها صاحب الادعاء في كتاب ألفه لنصح المستثمر المبتدئ.
نعم هو تعارض مصالح يدفع المستثمر الحصيف إلى الهروب من العرض الذي قدمه هذا المستشار الذي يهدف لبيع كتابه عن طريق البرنامج، حتى وإن أدى ذلك لخسائر فادحة لمستثمرين سيضعون «تحويشة» أعمارهم ومستقبلهم في نشاط حدد هو مواصفاته، ودفع باتجاه قبوله بالعرض التلفزيوني المثير.
يستمر -على هذا النهج - وضع المستثمر الذي لا يجد من يقدم له النصح، إلا لماما. هناك برامج توعوية، ودعوات للاستثمار تطلقها جهات مختلفة. أغلب هذه الفرص تقدمها جهات حكومية أو شبه حكومية، لكنها تبقى فرصا بانتظار أن يكون تنظيم السوق موجها نحو النجاح.
تنظيم السوق يبدأ بنقطة بالغة الأهمية للمستثمر المواطن الذي سيعيد أغلب ـــ إن لم يكن كل - أرباحه في اقتصاد الوطن، لأنه ابنه وسيبقى ولو ضاق الحال. هذه المتلازمة المهمة "المواطن والمال" هي أهم ما يبنى عليه الاقتصاد. لهذا سعدت وأنا أقرأ عن إعادة تنظيم سوق الاتصالات بما يمنع دخول الأجنبي فيه، وهذا الجزء المهم يمكن أن ينجح مع التنظيم الذي أتوخاه ويتمناه الجميع لتحقيق النجاح، الذي مؤداه بقاء المواطن في السوق... غدا بحول الباري أكمل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي