حصار الممولين للإرهاب

تمويل الإرهاب وجمع الأموال لمصلحة الجماعات الإرهابية ومنها "حزب الله" و"داعش" وغيرهما من المنظمات المسجلة في قائمة المتابعة سواء في القطاع المصرفي أو في الاستثمار في العقارات والمنقولات، حيث يتم تمويه مصادر التمويل وتغطية من يقف خلفها من الشركات والمؤسسات والأفراد. وقد تم تحديد المشتبه بهم والعمل على منع قيامهم بالتمويل وذلك بالطرق القانونية والقضائية ومن خلال قنوات التقنية الإلكترونية وهي في خدمة العدالة حيث تتوافر المعلومات الأساسية عن الممولين والمؤيدين لتلك المنظمات الإرهابية سواء في الداخل والخارج.
لقد بات حزب الله رسميا إرهابيا على الصعيد الخليجي، وهو كذلك حتى قبل هذه الخطوة، لكن الحرص الخليجي على لبنان لم يعد مجديا في ظل تمادي أعماله الإرهابية ولم يعد هناك مجال لذلك بعد الآن، ولا سيما نحن نشهد نتائج الأعمال التخريبية لهذا الحزب. بات الآن تجفيف ما تبقى من مصادر تمويل الحزب على الساحة الخليجية أمرا ملحا، وهو الذي استغل حتى الأموال القادمة من الخليج لتنفيذ سياسة العدوان عليها. وعندما توسم بلدان الخليج العربية حزب الله إرهابيا، فهي في الواقع تمارس سياسة عادلة وواضحة.عادلة، لأنها تتعاطى مع الإرهاب بصرف النظر عن هوية مرتكبيه، ولا تفرق هناك بين جهة وأخرى، أو طائفة وأخرى، أو حزب وآخر، فالإرهاب بالمفهوم الخليجي لا يجزأ.
إن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب أعلنت عنه المملكة قبل ثلاث سنوات تقريبا، ورصدت من جانبها ما يزيد على 100 مليون دولار دعما له، وأكد بصور مختلفة، مدى اهتمام الرياض بهذه المسألة، وكذلك مدى استعدادها لأن تكون محورا رئيسا في هذه الساحة التي تهدد العالم أجمع. ولم تترك السعودية مجالا إلا وتعاونت فيه على صعيد مكافحة الإرهاب بكل أشكاله. لأن القيم والمبادئ التي تقوم عليها تفرض هذا التعاون، فضلا عن أنها من الدول التي تعرضت بما يكفي لأعمال الإرهاب، أيضا بأشكال مختلفة.
إن خطورة الإرهاب تتجاوز دول الخليج العربي وتتجاوز دول الشرق الأوسط، وما الأحداث الأخيرة في بلجيكا سوى شاهد على مدى ضرورة الالتزام الدولي والتعاون الأمني والمعلوماتي في سبيل منع تلك المنظمات الإرهابية من تنفيذ أجندتها في أي مكان في العالم، وهو ما حذرت منه المملكة أكثر من مرة وعلى فترات طويلة وفي مواقف مختلفة.
وإن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين دول التحالف من أهم المكاسب العائدة على الدول أعضاء التحالف، خصوصا أن المعلومات الاستخباراتية ستجرى من خلال قاعدة بيانات تنشأ في مركز عمليات التحالف، وستحظى الدولة عضو التحالف بتضافر جهود الدول الأعضاء التي ستساندها في مواجهة أي تهديد إرهابي تتعرض له في حال طلب المساعدة، وتأمين غطاء دولي إلى جانب ذلك.
إن مركز العمليات المشترك في الرياض سيتولى مهمة جمع الدول أعضاء التحالف على طاولة واحدة، من شأنها ترتيب المفاهيم وتوحيد الرؤى ووضع الاستراتيجيات، فجميعها تواجه خطرا واحدا، لذا يجب التعامل معه وفق استراتيجية واحدة، تنبثق من عمل دؤوب يركز على نقاط الاشتراك والتوافق والانطلاق منها.
لقد تحقق كثير من الإنجازات في مجال الحرب على الإرهاب ومنظماته وأفكاره، ولكن الأهمية في استمرار وتواصل هذه الرسالة فكريا وأمنيا وعسكريا متى اقتضى الأمر ذلك، كما أن العمليات العسكرية الاستباقية لها دورها وأهميتها في المواجهة الميدانية فإن القيادة والتنسيق المشترك أصبحا من أساسيات العمل الحربي، حيث تولت المملكة هذا الدور وأنفقت ووفرت جميع متطلبات هذا العمل الجماعي لمواجهة الإرهاب دوليا وإقليميا ومحليا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي