التحفيز السلبي
ذكرت بالأمس قصة خيالية قد تحدث في أي مكان، وقد تكون تفاصيلها مختلفة بعض الشيء في كل مرة، إنما حدوثها وارد وبقوة لأسباب من أهمها انخفاض مستوى الشفافية والمصداقية والنزاهة ما يدفع باتجاه انتشار سلوكيات غير قويمة قد لا تؤثر بداية في العمل، لكنها مع الوقت تدفع باتجاه الفشل.
عندما يحفز المسؤول مجموعة العمل التي تشاركه النجاح أو تصنعه في الأساس، فهو مطالب بأن يكون صادقا في كل ما يقول ويفعل. انعدام المصداقية أو استخدام أكثر من وجه في التعامل مع القضايا الوظيفية، سينكشف في مرحلة ما.
يؤمن كثيرون أن هذا صحيح، لكنهم يحاولون أن يكسبوا أكبر عدد من النقاط قبل أن ينكشفوا، على أمل أن يحصلوا على فرصة في موقع آخر قبل الانكشاف. أمر قد يحدث وقد لا يحدث لكنه في كل الأحوال من أسس الفساد والمؤديات إليه.
انكشف صاحبنا أمام موظفيه وأكثر من أساء إليه هو الشخص الذي كان ينقل له المعلومات، ويوصل له الخدمات ويستخدم معارفه في تسهيل أعمال المدير. تلك العلاقة التي بنيت على باطل كان لا بد أن تنكشف ويقوم أحد الطرفين بالتملص منها متوقعا أن يفعل الشخص الآخر الشيء نفسه إذا أتيحت له الفرصة.
المهم أن الأداء في القسم لم يعد لمستواه السابق، وتحولت العلاقة بين الموظفين إلى عمليات شد وجذب، كثرت الاستقالات، واضطر المدير في النهاية إلى طلب النقل من القسم بعد أن فقد مصداقيته واحترامه.
اعتذر رئيس القسم من زملائه السابقين، وتوجه لقسمه الجديد تسبقه سمعة سيئة. وهنا مجموعة من الرسائل التي لا بد أن نستوعبها في مجال التحفيز:
أولى الرسائل هي أن الإنسان أصعب عناصر الإدارة وهو بهذا يحتاج إلى المراقبة المستمرة في النواحي العملية والاجتماعية والنفسية. إن أي سلوك يتبناه المدير ستكون له ردة فعل من الموظفين. يخطئ المدير عندما يحاول أن يرضي الناس معتقدا أنه بهذا يحفزهم.
لا بد أن يكون مخبر المدير مثل مظهره، فلا يمتدح في مكان ويذم في مكان آخر. أو ينسب الفضل للموظفين أمامهم، ثم ينسب الفضل لنفسه أمام آخرين، لأن هذا كله سينكشف إن عاجلا أو آجلا، ولنا في الموضوع دروس أخرى.