رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


متلازمة أدريان بترسون

عندما تضرب طفلك ستصنع طفلا خائفا، ومراهقا خائفا، وشابا خائفا، ومجتمعا خائفا. هش من الداخل حتى لو بدا قويا من الخارج.
ستصنع بضربك شخصية مترددة، ومتذبذبة، ومهتزة لا تثير نقعا ولا صليلا.
حينما يدخل الضرب المنزل من الباب يهرب الحب من النافذة. الحب يعني المودة والرحمة والحوار لا العنف والأذى والبطش.
ضربك لابنك قد يصيبك بمتلازمة "أدريان بترسون". سيقوم ابنك في الغد بضرب ابنه بالطريقة والقسوة نفسيهما.
لقد عوقب عام 2014، لاعب كرة القدم الأمريكية الشهير، أدريان بترسون، إثر اعتدائه الوحشي بالضرب على ابنه.
وأثناء محاكمته كشف أن سبب ضربه لابنه بهذه القسوة هو أنه كان يتعرض للضرب بالطريقة نفسها من أبيه. فقد كان يضربه بجذع الشجرة على ساقيه وكاحليه وأعضائه التناسلية، وقام بالشيء نفسه مع ابنه. أنت لا تضرب ابنك فحسب، بل تضرب أحفادك أيضا. احذروا أن تتفشى متلازمة "أدريان بترسون" في محيطكم. عندما تندلع لن يستطيع أحد إيقافها.
إن ضرب الطفل يؤثر كثيرا في مستقبله. فقد أجرت الباحثة الأمريكية ماريا ستوري دراسة مهمة على 20 طفلا أعمارهم بين عامين إلى ثلاثة أعوام. لقد ضربت كل طفل منهم على يده عندما يضعها على لعبة صديقه بعد أن نهرتهم عن فعل ذلك مبكرا. بعد ستة شهور لاحظت أن الأطفال الذين ضربت أيديهم كانوا أقل مهارة في الاستكشاف أو رسم الابتسامة على وجوههم. وقد سبق ماريا المعاصرة ملهمتها ماريا مونتيسوري الطبيبة الإيطالية الراحلة التي كافحت ضرب الأطفال بلا هوادة منذ 1904. وكان لها دور محوري في تأسيس رياض الأطفال في العالم لتنشئة صحية للصغار. هناك طرق وأفكار تجنبنا الضرب. كل ما نحتاجه ألا نستسلم لغضبنا، ونعاقب الأطفال في لحظات انفعالنا. علينا أن نتعاطى مع أخطائهم بعد أن نستعيد هدوءنا وحلمنا.
ومن أقبح أنواع الضرب هو الضرب على الوجه. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "إذا ضرب أحدكم أخاه فليتجنب الوجه".
إننا نستهين جدا في ضرب أطفالنا، ولا سيما على وجوههم غير مدركين خطورته عليهم. سيفقد هذا الطفل الثقة. سترعبه يد والديه بدلا من أن تسعده.
الضرب ليس آثارا جسدية فحسب، بل نفسية أيضا. إن النزيف الداخلي أمكر القتلة. نعتقد أن أطفالنا بخير لكنهم يعانون وينزفون حتى الموت دون أن نرى ونعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي