رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تحفيز وتحفيز

عندما تحدث الرئيس عن إنجازات القسم لم يحدد حجم المشاركة التي قدمها كل فرد، وإنما أجمل الشكر للجميع، وهنأهم على عام حققوا فيه نجاحات كثيرة. أقام الرئيس حفل تكريم للجميع، ودعاهم فيه للمزيد من البذل والعطاء في العام القادم لتحقيق المزيد من الإنجازات.
تحدث الموظفون عن الحفل والخطاب المهم الذي ألقاه الرئيس، كان أحدهم ينظر للجميع بشفقة وتهكم. ذلكم هو الوحيد الذي كان مستفيدا من فترة العام الماضي في الإجازات والدورات التدريبية، لدرجة أنهم ظنوا أنه من أقارب الرئيس.
لاحظ أحدهم نظرة التهكم تلك وسأل سؤالا مباشرا للزميل: لماذا هذه النظرة التي تُظهِر عدم قناعتك بما نقول أو ما قاله الرئيس الذي كان الجميع يعتبرك طفله المدلل؟
ذكر صاحبنا أنه كان موجودا عندما قابل رئيس القسم مدير الإدارة وحدثه عن حفل التكريم الذي أقامه القسم، وكيف أن الجميع كانوا يهتفون بحياة مدير الإدارة، وأنه أكد لهم أنه يتبع خطواته، وأن الإنجازات لم تكن بسبب معرفة خارقة أو قدرات سحرية لدى الموظفين، وإنما لأنه كان يوجههم ويضغط عليهم في كثير من الأحيان لتحقيق الإنجازات.
حتى أنه تبنى فكرتك التي قدمتها لتغيير إجراءات سير العمل، ووفر معه القسم أكثر من ربع الوقت في بعض المعاملات. قال هذا صاحبنا المتهكم، فأثار استغراب الزملاء الذين لم يكونوا يتصورون أنه يمكن أن تكون هذه هي نظرة الرئيس إليهم. وقف أحدهم محتجا وقال: من المؤسف أن تكون أنت أكثر المستفيدين وتقول هذا الكلام.
لم تكن تربط المتهكم مع رئيس القسم علاقة شخصية أو حتى استلطاف، لكن المتهكم تمكن من معرفة احتياجات الرئيس فكان يحققها له، وهو ما ضمن له الدورات والأذونات والإجازات، وفي النهاية مكافأة كانت أدسم من كل المكافآت، لكنها ــ حسب نظام الشركة ــ سرية فلم يعلم عنها أحد.
هذه النوعية من الموظفين منتشرة هنا وهناك، ولديهم القدرة على التغلغل في القادة والبحث عن مكامن التأثير فيهم. أذكر أن أحدهم كان بمرتبة مدير عام في إحدى الشركات، وعندما عين رئيس له من قطاع بعيد عن مجال عمل الشركة التي يعمل فيها، لم يقابله حتى بحث عن كل المعلومات عنه ليتعرف على مناطق ضعفه والتأثير فيه. ويستمر الحديث في الغد بحول الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي