المسؤول الشامل .. وصناعة السياحة المتكاملة

بلادنا في مرحلة تحتاج خلالها إلى المسؤول الشامل الذي لا تكون حدود مسؤولياته الجهاز الذي يشرف عليه فقط؛ ولذا تراه يدافع عنه دفاعا قد يستفز المواطن الذي وجد هذا الجهاز أصلا لخدمته.. ويتسم المسؤول الشامل- حينما يتحدث- بأفق يتسع للمصلحة العامة ولهموم المواطن بصورة عامة، وهذا ما نجده في خريجي مدرسة الملك سلمان بن عبد العزيز، وفي مقدمتهم الأمير سلطان بن سلمان الذي تسمع في أحاديثه وطروحاته ما يؤكد أن هم الوطن ومستقبله المحرك لأي تفكير أو تحرك يقوم به في "الهيئة" التي ينظر لأعمالها من منطلق ارتباط هذا القطاع بخدمة المواطن واعتزازه بوطنه وبحضارته الضاربة في عمق التاريخ، وهو أيضا يدرك أهمية كون السياحة صناعة متكاملة ترتبط بمختلف القطاعات الاقتصادية.. ويؤكد أن السياحة ليست ترفيها فقط، كما يتصور البعض، وإنما هي قطاع اقتصادي متكامل يشكل دعما أساسيا للناتج الوطني الإجمالي، ورقم مهم في تنويع مصادر الدخل، وموظف يأتي في المرتبة الثانية بعد المصارف في توظيف الكفاءات الوطنية من الرجال والنساء، ولأن السياحة ليست ترفيها فقط؛ فإن هناك اهتماما من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بأنواع أخرى من السياحة، مثل السياحة العلاجية والسياحة التعليمية، وفي تسهيل إقامة المؤسسات التعليمية المعروفة كفروع الجامعات العالمية المشهورة توفير لمستوى تعليمي أفضل لشريحة أكبر من الطلاب والطالبات، كما أن السماح للمراكز العلاجية الطبية المتقدمة بافتتاح فروع لها في بعض المدن السعودية سيوفر الخدمة العلاجية المتخصصة للمواطنين أولا ثم لمن يقصد هذه المراكز من دول الجوار ومن العالم العربي والإسلامي، ما يكسب بلادنا سمعة حسنة في مستوى الخدمة الطبية. وفي هذا المجال أناشد الأمير سلطان بن سلمان أن يتحدث مع وزير الصحة لتسهيل الترخيص للمراكز العلاجية العالمية التي يوجد بعضها في دول الجوار والمتخصصة في عدد من الأمراض المنتشرة لدينا، التي يلاحظ أن معظم مراجعيها من السعوديين، ويمكن لوزارة الصحة التأكد من ذلك عبر مسح تقوم به لهذه المراكز في الدول المحيطة بنا، والتأكد من الطرق العلاجية العلمية التي تطبقها، ومن ثم السعي لدعوة هذه المراكز لافتتاح فروع لها في بلادنا؛ تسهيلا على المواطن الذي يتكلف الكثير من الجهد والمال، حينما يشد الرحال لمراجعة تلك المراكز، كما تسهم تلك المراكز في فتح باب السياحة العلاجية التي تهتم بها الكثير من دول العالم.
وأخيرا: بعد قراءة أحاديث الأمير سلطان بن سلمان المنشورة أخيرا نثق بأن السياحة المتكاملة كصناعة اقتصادية ستكون بخير، على الرغم من أنها مازالت في حاجة إلى المزيد من الدعم المالي كباقي القطاعات؛ ولذا يقول الأمين على السياحة والتراث الوطني "غلاء الأسعار في الخدمات السياحية ناتج عن كون السياحة القطاع الوحيد غير الممول من الدولة، ولو توقف الدعم عن قطاعات أخرى فستكون أسعار السلع فيها أضعاف ما هي عليه الآن"، وهي دعوة إلى إعطاء أولوية لتمويل هذا القطاع الذي لم يعد هامشيا، بل إن تأثيره الاقتصادي واضح جدا، والأهم هو دوره في ربط المواطن بوطنه وتعميق روح الانتماء لهذا الوطن العظيم.