حكايات الوزراء الجدد

ضخ مزيد من الطاقات المميزة من القطاع الخاص إلى القطاع الحكومي، تجربة تستحق الرصد. هذه الصيغة أخذت بها الحكومة منذ البدايات المبكرة. لكنها تعززت في وقت الملك فهد بن عبد العزيز ــ يرحمه الله ــ من خلال ضخ عدد لا يستهان به من الطاقات المميزة في القطاع الخاص من خلال مجلس الشورى. وبرزت بعد ذلك مسألة التوزير من القطاع الخاص، التي أخذ بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما قرر إسناد عدد من المهام لنخبة من العاملين في القطاع الخاص.
قبل ذلك أعطت الدولة فرصة لأصحاب الخبرات، من خلال فكرة تبادل المنافع بين القطاعين الحكومي والخاص.
من المهم أن يكون هناك من يرصد تاريخ العمل الإداري في القطاع الحكومي والتطور الذي شهده. كانت هناك تجارب محدودة في مجال السير الذاتية التي كتبها بعض الوزراء، ومن أولئك الدكتور عبدالعزيز الخويطر والدكتور غازي القصيبي والدكتور حمد المانع.
ورغم ثراء الذاكرة الوطنية بتجارب رجال أفذاذ، لكن لا يزال العدد الأكبر منهم عازفا عن التسجيل والتوثيق.
خلال لقاء الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأسبوع الماضي، نخبة من كتاب الصحافة المحلية، قال الأمير إنه بصدد نشر مذكراته التي تتعلق بتجربته في العمل الحكومي.
في حديثي مع صديق عزيز، كان له شرف الدخول إلى الجسد الحكومي من خلال منصب رفيع جداً، قلت له قبل بضعة أيام: كانت ولا تزال لك مشاركة مهمة وناجحة، وأنا أتمنى أن يتم توثيقها في سيرة مشابهة للسيرة التي رواها الدكتور غازي القصيبي في "حياة في الإدارة".
الكاتب محمد السيف رئيس تحرير "المجلة العربية" له تجربة في توثيق سير شخصيات وطنية، لكن التجربة تحتاج إلى مزيد من المبادرات.
ما الذي يمنع وزراؤنا الناجحون من كتابة تجاربهم؟ وما الذي يمنع كتاب السير الذاتية لدينا من رصد إيقاعات العمل الإداري في الماضي وتفاصيله؟
قصص نجاح كثيرة، في القطاعين الحكومي والخاص، غابت عن ذاكرة الأجيال الحالية، لأن أصحاب الإنجاز الحقيقي لم تتهيأ لهم فرصة الكتابة، فلا أقل من مبادرات تجعل الأجيال الجديدة تتعرف عليهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي