رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أين الإمام؟

أوكل الدين الإسلامي للإمام مسؤوليات كبرى في المجتمع، ولهذا كان لا بد من مواصفات معينة يحتاج إليها كل من يكون مسؤولا عن حي بمختلف فئات سكانه. الإمام في الحي المثالي هو من يجمع الناس ويحفزهم للتعاون والعمل الخيري. تلك المسؤولية التي لا بد أن يتذكرها كل إمام مع تعيينه ترتفع أهميتها في الوقت الحاضر مع التباعد المجتمعي وقلة الاحتكاك والتعاون بين سكان الحي.
أعرف من يفخرون أنهم لا يحتكون بجيرانهم، بل إن كثيرين يعيشون في أحياء وينتقلون منها دون أن يعرفوا أسماء جيرانهم. هذه الحالة التي تسيطر اليوم في معظم نواحي المدينة الحديثة تحتاج إلى نوعية متفاعلة من الأئمة. لهذا يكثر الحديث عن دور المسجد في جمع الجيران والدفع باتجاه تكوين مجتمع صغير مترابط بناء على مفاهيم التعاون والمحبة والاحترام التي يفترض أن تسود.
يسهم هذا التقارب في التعرف على احتياجات سكان الحي والإسهام في حمايتهم وإعانتهم بغض النظر عن المستوى المادي أو العلمي أو العملي للسكان. يقول المثل القديم "الناس للناس"، وهو مثل لم يأت من فراغ. أذكر أنني سمعت من روايات تحكي أهمية هذا التعاون والتكاتف، فكم من أسرة احتاجت إلى معونة الجيران لدواع أمنية أو صحية، لكن أفرادها لم يحصلوا عليها بسبب توتر أو عدم وجود العلاقة أصلا.
لاحظت في حالات كثيرة أن أئمة بعض المساجد يأتون من أحياء بعيدة عن المسجد الذي يعملون فيه، وهذه من النقاط المهمة التي يجب أن تراعى عند اختيار أئمة ومؤذني المساجد. فدور الإمام ليس مجرد بوجوده وقت الصلاة والخروج وكأنه لا يعرف أحدا.
كما أن الشذوذ في سلوك شباب الحي قد يلاحظه البعض ويمنعهم من النصح عدم وجود أي علاقة مع الجيران، وهو ما يستدعي وجود شخص يهتم بالجميع ويعينهم على التواصل بشكل أفضل.
الإمام قيمة دينية وثقافية واجتماعية فرضها الشرع ليكون الموجه والساعي للم الشمل ودعم كل مكونات المجتمع، ومن هنا تأتي أهمية أن يتعرف الإمام ويتعايش مع كل السكان.
يلاحظ الجميع انتشار الحاويات حول المساجد. حاويات توضع من قبل جهات غير معروفة، وقد تكون بعيدة عما تحمله من معلومات تخص جمعيات خيرية أو ذات اهتمام عام، وهنا يبرز مرة أخرى دور الإمام في التعرف على من يضع هذه الحاويات وأغراضه ومصداقيته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي