إنصاف الشباب والفتيات

يرى البعض أن الإقبال على معرض الرياض للكتاب، ليس بالضرورة مؤشرا على الوعي وزيادة الثقافة.
أنا لست معهم، وأظن أن الذين يميلون إلى تسطيح قراءة الصورة بهذا الشكل، يتجاهلون القدر الكبير من المعارض التي تشهدها الرياض قبل معرض الكتاب وبعده، ومع ذلك فهي لا تحظى بالإقبال والتأثير الذي يحظى به معرض الكتاب.
حيوية مجتمعنا علامة إيجابية فارقة، أوجدت صيغا متميزة، سواء في مجال المبادرات الثقافية أو حتى الاجتماعية والترفيهية.
إيقاع الثقافة في معرض الكتب، والزخم الذي شهده، يقابله حضور لا يقل بهاء وتميزا في الإعلام الجديد بمختلف أدواته.
أصبحنا نرى مبادرات تثقيفية مهمة يقدمها شبابنا من خلال "اليوتيوب" و"سناب شات" و"تيلجرام" و"تويتر"... إلخ.
في بدايات إطلاق هذه التطبيقات، كانت المشاركات الجادة تظهر على استحياء، أما اليوم فقد أصبح ثراء هذه المبادرات لافتا للمنصف. وبعض هؤلاء المتميزين أصبح محط اهتمام الفضائيات التي تستثمر في نجومية هؤلاء الشباب وتتيح لهم فرصا للظهور بشكل احترافي. الأمر نفسه ينطبق على المنشآت التي أعطت الشباب والفتيات الثقة، وكان لكثير من هؤلاء أثر في تطوير تلك المنشآت.
إن الذين يقرأون الصورة بشكلها العام، يمكنهم استلهام كثير من الرسائل الإيجابية التي تمثل العنوان الرئيس للجيل الجديد. هذا العنوان يتمثل في قدرة هذا الجيل على أن يقدم نفسه بصورة تليق به وبالوطن الذي ينتمي إليه. بدايات هؤلاء شهدت إخفاقات، وحماسا، واندفاعا. ثم جاءت مرحلة النضج التي أفضت إلى طرح ثقافي واجتماعي رصين.
من يقارن محتوى الإنترنت الثقافي والاجتماعي المحلي المميز، سوف يدرك، أن المسيرة التي قطعها شبابنا وفتياتنا أعطت تجربتهم الكثير من التميز، وصار تأثيرهم الإيجابي ينتقل للأجيال الأصغر سنا. هذا سلوك من المهم تحفيزه ودعمه وتشجيعه.
الشباب والفتيات الذين يتزاحمون في معرض الرياض للكتاب أو معرض ألوان السعودية أو سواها من المعارض المميزة، استفادوا من هذه المعارض، وأفادوها أيضا، وأضافوا لها من تميزهم وتألقهم.
إن اليقين بقدرة الجيل الجديد على التميز والتفوق، هو الخطوة الأولى التي تؤسس لمنحهم مزيدا من الثقة من أجل بناء مجتمع يتكئ على أصالة الماضي والحاضر، ويخطو نحو المستقبل بإصرار على أن يكون له بصمته الخاصة، وإيقاعه المميز في التفاصيل كافة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي