جدة: موجة الغبار تدفع «التعليم» للتناقض .. وتوقف رحلات طيران مؤقتا
في الوقت الذي شهد فيه عديد من المحافظات في المنطقة الغربية حالة متقدمة، حسب وصف الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من الرياح المثيرة للأتربة، التي تدنى فيها مستوى الرؤية لأقل من كيلو، رفضت وزارة التعليم تعليق الدراسة، ما تسبب في ظهور أعراض تهيج الجهاز التنفسي لدى عديد من الطلاب، خاصة الذين يعانون الربو والحساسية.
وعلى الرغم من توقف الحركة الجوية في مطار الملك عبد العزيز وميناء جدة الإسلامي بسبب التقلبات الجوية، إلا أن إدارة التعليم في محافظة جدة رفضت تعليق الدراسة، استنادا إلى الدليل الوزاري لتعليق الدراسة، الذي يشترط تدني الرؤية إلى أقل من 500 متر، وأن تزيد سرعة الرياح عن 79 كيلومترا في الساعة.
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" عبد الله الثقفي مدير التعليم في جدة، إن تغيب الطلاب بسبب سوء الأحوال الجوية مقبول، ولن يتم الخصم عليهم من درجات المواظبة، مشيرا إلى أنه تم التنبيه على المدارس بأخذ كل السبل للمحافظة على سلامة الطلاب والطالبات وإبقائهم في الفصول حتى حضور أولياء أمورهم وتوجيه المكاتب والمشرفين والمشرفات مبكرا برصد وضع الميدان والرفع بذلك.
بدوره، قال لـ"الاقتصادية" حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إن الرئاسة أعلنت في وقت مبكر توقعها لحدوث تقلبات جوية على عدد من مناطق مكة المكرمة والأجزاء الساحلية منها، وتم تعميم البلاغ في وقته إلى كل الجهات الحكومية ذات العلاقة، كما قامت الرئاسة أمس الأول برفع درجة التنبيه إلى متقدم جدا.
وحول طبيعة التقلبات الجوية خلال هذه الفترة، أكد الدكتور مازن عسيري أستاذ الأرصاد في كلية الأرصاد وحماية البيئة في جامعة الملك عبد العزيز، أن الحالة الجوية التي مرت بها منطقة مكة المكرمة جاءت في القترة الانتقالية من فصل الشتاء وفصل الصيف إلى فصل الربيع، وعادة تنشط الرياح المثيرة للأتربة والغبار في هذه الفترة، وتعتبر أولى الحالات في هذا الموسم.
#2#
وتوقع أن تتكرر هذه الحالة خلال الفترة المقبلة حتى انتهاء المرحلة الانتقالية، مستبعدا أن تحدث حالات مطرية بعد الرياح التي شهدتها المنطقة الغربية. وبين عسيري، أن حدوث هذه الحالة الجوية، يعود إلى فوارق الحرارة التي تحدث في الفترة الانتقالية، حيث بدأت درجات الحرارة في الارتفاع، ما أدى إلى حدوث حركة الرياح التي وصلت سرعتها إلى قرابة 60 كيلومترا في الساعة، مؤكدا أن تعليق الدراسة في الحالات الجوية يعتمد على المجتمع نفسه، ولكن من يعاني أمراضا تنفسية أو حساسية الصدر فمن المفترض أن يتوخى الحذر ويبقى في المنزل.
وفي سياق متصل، أوضح لـ"الاقتصادية" العقيد سعيد سرحان المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة، أن غرفة العمليات بإدارة الدفاع المدني تلقت حتى ظهر الأمس عشرة بلاغات أغلبها كان عن حالات سقوط أشجار أو أعمدة أو "سقالات" أو لوحات إعلانية وغيرها، وتم التعامل مع كل هذه البلاغات وفقا لطبيعتها، حيث أحيلت بعض البلاغات إلى أمانة جدة أو جهة الاختصاص، ولم تكن هناك أي إصابات أو حالات احتجاز في جميع هذه البلاغات.
وكانت إدارة مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، قد أعلنت عن تعليق كامل الحركة الجوية للمطار, ما أدى إلى تأخر إقلاع 28 رحلة داخلية ودولية، في أوقات متفاوتة, وتحويل خمس رحلات قادمة إلى المطارات بديلة.
كما أعلن ميناء جدة الإسلامي إيقاف الحركة الملاحية من وإلى ميناء جدة الإسلامي خلال الساعات الباكرة من صباح الأمس، بعد ارتفاع سرعة الرياح لأكثر من 40 عقدة وانخفاض الرؤية لأقل من كيلو. يشار إلى أن فرق الدفاع المدني في محافظة جدة تمكنت من السيطرة وإخماد الحريق الذي نشب في مجموعة من الحاويات داخل ميناء محافظة جدة أمس.
وأوضح العقيد سعيد سرحان، المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة، أن الدفاع المدني تلقى البلاغ عن نشوب الحريق بداخل الميناء وشارك مساندا لفرق الإطفاء في ميناء جدة الإسلامي بفرق إطفاء وإنقاذ وفرق التدخل في المواد الخطرة، مبينا أن الحادث لم ينتج عنه إصابات أو خسائر في الأرواح.